آراء حرة

07:47 صباحًا EET

كواعب أحمد البراهمي تكتب: ميديا تصنع أبطالا

اليوم 2/12/2014 وانا أستمع إلي بي بي سي العربية , أفادت الأخبار بأن أثني عشر فتاة بريطانية الجنسية سافرت إلي سوريا للزواج من أشخاص من تنظيم داعش , وان التعارف تم علي صفحات التواصل الإجتماعي , وعندما سمعت الخبر فقد رأيت أن ما حدث له أسباب لابد من البحث فيها , لوضع الأشياء في نصابها , أو للوصول إلي فهم ما يطرأ من تغيرات علي المجتمعات عموما . وللوصول إلي معرفة ما يهم الشباب والشابات اليوم بإعتبار أنهم رجال الغد ونساء الغد.

وبالطبع أنا لست متخصصة ولا أستطيع الحكم بشكل جيد . ولكن من وجهه نظري أن ذلك الأمر له دلائل وله أسباب ترجع إلي أشياء عدة .

لقد أحتل ما يفعله تنظيم داعش وما يذاع علي جميع القنوات الإخبارية إهتمام العالم و ان الحديث الدائر عما يحدث علي أرض الواقع صنع منهم ابطالا . كما أن الأفلام السينمائية التي تعرض في الفترة الأخيرة قد صنعت من أبطال أفلام العنف التي تقدم في الفترة الحالية هيرو وحلم لبنات كثيرات .وما عاد البطل مثل روك هيدسون وعبد الحليم حافظ وعمر الشريف يجذب فتيات العصر الحالي وبالرغم من أن تفكير هؤلاء الفتيات لا يعبر عن رأي الباقيات منهن , أو لا يعبر عن الغالبية العظمي إلا أنه يعبر عن شريحة موجودة فعلا في كل المجتمعات العربية والغربية .

وكذلك الفتيات حاليا ما عاد يجذبهن الفتي الروش طحن والذي لديه قصة شعر الديك ولا الأسد ولا حتي الكلب .

ان أهتمام الفتيات بعقل الشاب أو الإنسان المثقف لم يعد كما كان موجودا في السابق . وأن الإنجذاب للشخصية لم يعد بنفس مقومات السابق .

أن الشباب الذين يعتمدون علي الكلام الجميل والغزل للتأثير علي الفتيات راحت عليهم , وأن الفتيات أصبحن أنضج مما سبق وأكثر قوة , وأكثر تفهما للواقع .
ويتضح أيضا أن حب العنف زاد في المجتمعات عموما .سواء من الشباب من باب التقليد دون النظر والبحث في سبب العنف أو ما هو المبدأ القائم عليه , فالبعض ينضم لأي عنف دون دراسة مسبقة ودون إستعمال العقل بصورة جيدة .أو حتي السؤال من جانب من ينضم لتلك الجماعات هل يستحق ما أقوم به من عنف وقتل أن اقوم بإراقة الدماء من أجله ؟ أم لا يستحق ؟ أي إنضمام دون بحث في هل هذا حق أم باطل ؟ حلال أم حرام ؟
أو بالأحري أصبح التقليد تقليد أعمي . حتي في الشر .

وكما أن السينما والميديا صنعت من مثل هؤلاء أبطال . فإن غياب الدين ساعد بصورة كبيرة جدا في تفاقم ظاهرةالعنف والقتل . او إن لم يكن غياب الدين سببا فإن توصيف الدين وإستعماله للوصول إلي أهداف مغلفة بإطار سياسي أو أهداف ليس بينها وبين الدين صلة أيضا ساعد في إنتشار ذلك العنف .

عموما تلك رسالة للمتخصصين والباحثين , ولكل من له دور في تغيير فكر مجتمعي إلي الأفضل وللوصول إلي فهم واع وصحيح للدين . لكل صاحب منبر ولكل صاحب قلم – حتي الفن لابد أن يكون له رسالة هادفة لأن هؤلاء الشباب والبنات أمانة ومستقبل .

التعليقات