تحقيقات

12:27 مساءً EET

إيكونوميست: بين روحاني وخامنئي.. لمن الكلمة الفصل في طهران؟

رأت مجلة “إيكونوميست” البريطانية أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كان محرجاً في يوم 24 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، عندما خاطب أبناء شعبه عبر التلفزيون الرسمي، لأنه لم ينقل لهم الأنباء الهامة التي انتظروها، إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق مع أمريكا، وتبعاً لذلك لن ترفع العقوبات الاقتصادية المؤثرة.

ومضى الموعد النهائي للتوصل لصفقة (الموعد الثاني هذا العام) بالتوصل فقط لاتفاق يقضي بمواصلة الحوار بين إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد، في حين اتفق الجانبان على تعيين موعد جديد، في 1 مارس(آذار) من أجل رسم إطار اتفاق سياسي، بهدف التوصل إلى صفقة مفصلة بحلول 30 يونيو(حزيران) المقبل.

 

شكوك هائلة

وتشير المجلة إلى أنه، مع وصول أمطار الشتاء إلى طهران، سعى الرئيس روحاني، لطمأنة مواطنيه مجدداً بأنه سيتم، في نهاية المطاف، التوصل لصفقة شاملة، وعدم التوصل إلى تسوية سيفقده مصداقيته، ويجعل خسارته أكبر من خسارة أي مسؤول إيراني آخر، إن انتهت المفاوضات إلى فشل ذريع، ويبقى السؤال حول ما إذا كان المتشددون سيعيقون مساعيه.

 

الكلمة الأخيرة

ولكن، ما هو موقف الزعيم الأعلى، آية الله الخامنئي، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في إيران؟ تتساءل إيكونوميست، مشيرة إلى أن البرنامج النووي بمثابة الرمز الأوحد للكبرياء الوطني بنظر السيد الخامنئي، وبرأي النخبة الحاكمة، وليس بالضرورة بالنسبة للقطاع الأوسع من أبناء الشعب الإيراني، الذين فرغت جيوبهم.

ومن هذا المنطلق، لم يبارك الخامنئي المفاوضات بحماس، ولا احتمال التقارب مع أمريكا، حيث وضع، في بداية الأمر، خطوطاً حمراء جعلت التوصل لاتفاق أمراً صعباً، وبعد تمديد أجل المفاوضات، صرح الخامنئي بأن “القوى الاستعمارية الكبرى فشلت في تركيع إيران”.

 

مساحة من المناورة

وترى إيكونوميست أنه “قد يمنح تشاؤم الخامنئي المتشددين، سواءً كانوا من أعضاء البرلمان، أو من قادة الحرس الثوري الإيراني، مساحة أكبر للمناورة، ولانتقاد ديبلوماسية روحاني، فضلاً عن محاولته تخفيف نفوذهم في الاقتصاد والمؤسسات الكبرى”.

ومن شأن تمديد أجل التفاوض تجميد برنامج إيران النووي، وفي ظل الاتفاق المؤقت، ستبقى أجهز الطرد المركزي في حالة دوران، لكن مخزون المواد القابلة للانشطار تم تخفيضه من نسبة 20% من اليورانيوم المخصب إلى 5%، مما قلل من قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية(رغم نفي طهران وجود نية لديها في هذا الشأن)، وذلك في مقابل رفع محدود للعقوبات.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، صرّح قائلاً: “سنكون مغفلين إن أوقفنا التفاوض”، كما يرى مسؤولون أمريكيون بأن الوقت لصالحهم، لأن “العقوبات وانخفاض أسعار النفط باتت تضغط على إيران”.

التعليقات