آراء حرة
ماهر حبيب يكتب: يا أهل النخبة دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله
حكم المحكمة ببراءة المتهم الرئيس السابق مبارك أصاب الجميع بالدهشة لكن دهشة عن دهشة تفرق فأعداء مبارك إندهشوا لأنهم كانوا يتمنون أن يصدر القاضى حكمه بإعدامه حتى فى حالة إنتفاء أسباب للإعدام لأنهم يكرهون مبارك لأسباب شخصية و سياسية أما الفريق الأخر فإندهش أكثر ولكن من ردة فعل أعداء مبارك إلى الحد الذى وصل بنعت كل من دافع عن الحكم بانه من أبناء مبارك وأعضاء حركة أسفين يا ريس.
والمدهش أكثر بأن أعداء مبارك يشخصنون الحدث ويلقون اللوم بنسبة ألف فى المائة على مبارك ولا يلتفتون لأنفسهم ولا يكلفون أنفسهم العناء بالنظر للمجتمع الفوضوى المحيط بنا الذى بمجرد أن إنكشف عنه الغطاء ظهر فى أسوء صورة من الفوضى والخروج عن الأدب وتحول إلى شعب يدمر كل ما حوله بدعوى الحرية وتحولنا للجدل الأزلى البيضة أم الفرخة من منهم أتى أولا فتحولنا إلى أهل بيزنطة من أفسد من وهل مبارك أفسد الشعب أم أن الشعب أفسد مبارك مع أن المحصلة الحقيقية أن البلد كلها تحتل مراكز متقدمة جدا فى الفساد على مستوى العالم فلم يكن رجالات حكم مبارك هم فقط الفاسدين بل أن الفساد معشش فى القلوب والنفوس المصرية بكل قوة وجدارة.
المدهش الأكثر غرابة هو أن مرتادى الفيس بوك و المتصدرين للمشهد من النخبة يعيش أغلبهم فى حياة ناجحة و مليئة بالرفاهية ويتبوؤن أعلى المناصب فى مجالات عملهم ويمتلكون من الإمكانات ما قد يحسدهم عليه الكثيرون والسؤال للمعترضين متى حققتم نجاحاتكم ؟ متى حققتم مناصبك؟ متى حققتم ثرواتكم؟
الجواب بالتأكيد ليس فى سنوات الربيع العربى السوداء وبالتأكيد ليست بعد نكسة يناير إلا لمجموعة من السياسيين الذين قفزوا على ظهر المجتمع وغرفوا الأموال من الشرق والغرب ليطيحوا بالبلاد فى أسفل السافلين
وهناك جواب شبه مؤكد أنهم حصلوا ما حصلوا عليه فى الثلاثين سنة الماضية وبالطبع بإجتهادهم وشطارتهم ولكنهم جزء من منظومة فمن يعمل بالطب ونجح نجح فى وسط المنظومة الفاشلة وبالوسائل المتاحة وكذلك من نجح فى التجارة والهندسة والتعليم فيا أيها السادة والسيدات المحترمين لم تنجحوا فقط بأنفسكم بل بالظروف المتاحة حولكم وهى ظروف حكم مبارك فلم تكونوا جزيرة معزولة وقد تكونوا تلوثتم يوما ما بفساد الحكم أو إستفدتم من أخطائه.
يا أهل النخبة دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله فأنتم فى خضم كرهكم لمبارك تدعون إلى فتنة وتدعون إلى التصادم فقد رحل مبارك عن الحكم ولن يعود وتحول لشخص كهل لا يستطيع الكلام المنمق ويؤخذ منه التليفون لمنعه من الإسترسال والوقوع فى أخطاء قد تشعل الدنيا (كما حدث أثناء تصريحه لأحمد موسى) فلو تكرمتم أرونا همتكم فى النهوض بالبلد و نريد أن نرى نتائج العمل على الأرض بعيدا عن فزاعة فساد مبارك وأولاده وتوقفوا عن التحريض والكراهية والإندفاع فى تحريض الشباب على الثورة مجددا فقوة الشباب غير المرشدة قوة غاشمة مدمرة ستحرق الأخضر واليابس والبلد الأن عودا أخضر فلا تدوسوا عليه بأقدامكم المباركة