مصر الكبرى
محمد ذكري يكتب … زمن الباوز
من المعروف أنه عندما نتابع عرضا لماده فيلميه او اى محتوى الكترونى على جهاز الحاسب الآلى ثم تضطرنا ظروفا عرضيه للتوقف عن المتابعه فإننا نضغط على مفتاح التوقف المؤقت pause وذلك حتى نستطيع إكمال العرض والتحرك للأمام بعد زوال تلك الظروف العرضيه .
وإذا كان العرض يتوقف فإن ذلك لا يعنى أن تحمل التكاليف يتوقف أيضا ، فلا يزال المحتوى يحتل قدرا من ذاكرة الحاسب و موارده والذى بدوره يستمر فى إستهلاك قدر من الطاقه أيضا ، رغم التوقف .وهذا هو حالنا فى الفتره الأخيره فنحن نستمر فى إستهلاك مواردنا فى الوقت الذى لا نتقدم فيه للأمام قيد أنمله وكأننا نسير فى المحل .قمنا بالإستفتاء على الإعلان الدستورى وبعد التكاليف و المجهودات ، تم عمل تعديلات على الإعلان الدستورى الذى تمت الموافقه عليه .وبعد إنتخابات مجلس الشعب و الوقت والمجهود والنفقات تم حل مجلس الشعب الذى كان باطلا منذ إنتخابه أصلا وذلك بسبب بطلان القانون الذى تم إعداده لإجراء الإنتخابات على أساسه .وبعد إنتخابات مجلس الشورى هو أيضا باطل كشقيقه مجلس الشعب و ذلك لذات أسباب بطلان مجلس الشعب ومسألة حله مسألة وقت .وبعد إصدار الإعلان الدستورى المكمل تم إلغاؤه أيضا.وبعد تشكيل الجمعيه التأسيسيه لإعداد الدستور تم إعادة تشكيلها مره أخرى .وبعد إنتخابات الرئاسه وما دار فيها وحولها ، المفترض أن تجرى إنتخابات رئاسيه جديده بعد الإنتهاء من إعداد الدستور.وبعد إعادة تشكيل الجمعيه الـتأسيسيه لإعداد الدستور هى تواجه البطلان والحل مره أخرى .والأهم والأغرب من كل ذلك أن الثوره ذاتها وعلى لسان العديد من طليعة الثوار ، يقولون أنها لم تكن ثورة أصلا و أن ما تحقق ليست نتائج ثورة من الأساس .أى أننا عدنا للمربع رقم صفر والنقطه التى توقف عندها العرض .والأسئلة المثيره لآن :من القادر على إلغاء حالة الباوز أو التوقف المؤقت ؟ ومتى يحين وقت الضغط مره أخرى على مفتاح التشغيل؟ حتى نستطيع أن نتحرك للأمام مرة أخرى .