كتاب 11
الإمارات في عيدها ال 43
تأخذني الذاكرة إلى ما قبل ٢ ديسمبر ١٩٧١م وأتجول في شريط ذكرياتي الأبيض و الأسود و أبحر إلى تلك الفترة المغبرة وأنفض عنها غبارها الذهبي لأنها تذكرني برجل جاءت به الأقدار لينذر حاله و ماله ليؤسس دولة في وقت صعب بزمان صعب وموارد صعبة شحيحة وفكر عربي قبلي بدوي لا يبحث إلا عن الماء و الكلأ وعيش حياة بسيطة غير آمنة متنقلة غير مستقرة في مكان.
كان ذلك الرجل هو زايد الخير طيب الله ثراه و جعل مثواه في عليين.
رسم زايد بن سلطان خريطة أمنياته وطموحاته على رمال ذهبية ممتدة في أكبر إمارة في الامارت وقطر و البحرين ،فبعد ان حكم إمارة أبوظبي ١٩٦٦ وقد إنتقل من حكم العين والمنطقة الشرقية ١٩٤٦، بدأ يحلق في سماء زرقاء تظله وهو يسبح بحساباته وخيالاته و طموحاته ليرسو على أرض قاحلة سيبدهلها الله تعالى إلى خيرات وفيرة يبني بها زايد الخير دولة من العدم.
توجه زايد إلى راشد بن سعيد طيب الله ثراه وقابله وعرض عليه الوحدة ١٩٦٨ وكانت البذرة منذ تلك اللحظة وبدأت اللقاءات وإستمرت بينهما ثم توسعت الفكرة وشملت السبع إمارات وكبر عند زايد الخير الطموح وحب الوحدة فكانت التسع إمارات وهي
أبوظبي دبي الشارقة عجمان أم القيوين رأس الخيمة والفجيرة والجارتين البحرين و قطر وقدر الله تعالى أن يقوم إتحاد سباعي فقط وكانت دولة الامارات العربية المتحدة على موعد من قدر الله تعالى في شخص زايد بن سلطان وفي تأسيسه لهذا الوطن الفتيّ الذي نما بسرعة مذهلة محيرة للعالم تسارع إيقاع وريتم بنائها وتطورها و إحتلالها لمكانة موموقة بين دول العالم فأصبح يُشار لها بالبنان.
تقع الامارات في شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا مطلة على الشاطيء الجنوبي للخليج العربي ولها حدود بحرية مشتركة من الشمال الغربي مع قطر ومن الغرب حدود برية و بحرية مع السعودية و من الجنوب الشرقي مع عمان.
الشعار الوطني :الله ثم الوطن ثم رئيس الدولة.
مساحتها : ٨٤ ألف كم٢ وأكبرها أبوظبي بفارق كبيرجدا(٨٦.٦٧٪) حيث تليها دبي بنسبة ٥٪ وتتناقص النسبة مع باقي الامارات .
النشيد الوطني :عيشي بلادي
العاصمة أبوظبي
كي نعرف الحاضر لابد من الغوص في أعماق الماضي لنقول لأبناء الوطن وخصوصا من ولدوا بعد ١٩٨٠ فهؤلاء عاشوا في دولة الامارات التى تبدلت ظاهراً و باطناً وأصبحت في مكانة مرموقة بين دول العالم و في كل شيء
كانت الامارات تعيش القهر والحرمان قبل إستخراج النفط وتأكيداً قبل تولي زايد الخير مقاليد الحكم.
لقد تولى زايد الخير حكم العين والمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي ١٩٤٦ وبدأ في العمل على توفير الرزق لسكانها و رفع مستوى معيشتهم وتحسين أوضاعهم وبدأ يضع أسس قانون حقوق الانسان وقد سبق الأمم المتحدة بثلاث سنوات
وعندما كان زايد الخير يبني الوطن ويحقق طموحات أهل العين وفي نفس التاريخ ١٩٤٨ كانت جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية تغتال و تقتل رجالات القضاء والدولة في مصر ويفجرون عشرة أقسام شرطة في أنحاء الجمهورية في العاشرة ليلا .
تولي زايد الخير مقاليد حكم أبوظبي عام ١٩٦٦ وبدأ في تغيير أبوظبي لخدمة أهلها وفتح الأبواب لكل وافد إليها وسخر حاله وماله وعرقه ليرتقي بالوطن و المواطن فإلتفت إلى باقي الامارات فشملها برعايته وجعل تنمية إنسانها هدفا ساميا في وجدانه.
أذكر مع بداية قيام الاتحاد كانت السيارات تقل أعداداً كبيرة من أبناء الامارات الشمالية تقلهم إلى إمارة أبوظبي لمقابلة زايد الخير والحصول على هبات مالية تسمى الشرهة وكانت بقيمة ذلك الوقت كبيرة مع صغر عددها ولكنها معتبرة في وقت كانت فيه رواتب الشرطة تبدأ من 150 درهم والمهم أن الطريق بين أبوظبي ودبي كان مأساة طبيعية ففي المنطقة المسماة سيح شعيب حيث لا شوارع معبدة ولا حتى أراضٍ صلبة بل رمليه تسمى السراط تغوص فيها سيارات الدفع الرباعي في ذلك الزمان فتتعطل الوفود وينقطع السفر حتى يأتي المدد من شرطة ابوظبي وهي بسيطة فيصل الونش ويقطر السيارات لتواصل مسيرها، فهل تتخيلون ذلك الرعب عندما تمرون الآن بسياراتكم الفارهة وكأنكم في بيوتكم
هل يخطر ببالكم كيف بنى زايد الخير هذا الوطن؟
هل تعرفون أن أهلكم ومنهم المعاصرين ونحن منهم من ولدنا قبل بداية الستين ماذا نسكن؟ كانت الخيام وهي من سعف النخيل للشتاء
والعرش وهي من سعف النخيل أيضاً للصيف وقليل هو البناء من الجص والطين ولاحقا الطابوق ومكونات البناء الأخرى التى تسارعت في عهد زايد الخير
تخليوا المعاناة في الشتاء ببرده القارص الصحراوي و أمطاره ورياحه وتخيلوا الصيف بحره ورطوبته وعواصفه وفوق كل ذلك ليست هناك كهرباء وتكييف كما هو الحال حاليا.
الحياة كانت فقيرة قاسية والمستوى المعيشي متدن وحتى الأسر الحاكمة لم تكن مرفهة و كانت تعاني فهم كسائر السكان يعيشون نفس شدته وقسوته.
معيشتهم مرتبطة بالبحر والبر ومن خيراتها يعيشون ففي البحر يغوصون على اللؤلؤ ومنه يستخرجون الأحجار ويصطادون الأسماك وعلى البر يسكنون ويزرعون ويحتطبون
ويصطادون الطيور والحيوانات .
كانوا يسافرون كمغتربين للعمل في الدول التي بها خيرات ، وإشتغلوا عمالا ً في كل المجالات.
وما أن تولى زايد الخير حكم إمارة أبوظبي وبدأ تصدير النفط الخام حتى عاد أبناء الامارات للعمل في أبوظبي وأسس زايد الخير دولة الاتحاد وأفنى عمره وحاله وماله يسابق الزمن ليحقق لشعبه ووطنه الحياة الكريمة الرغدة وسار بالركب مع إخوانه حكام الامارات في ذلك الوقت وكانوا ينهلون من معين زايد الخير الذي لا ينضب وخلفهم أبناءهم الذين تعلموا في مدرسة زايد بن سلطان وساروا على نهجه وهاهم يكملون المسيرة ويزيدون عليها بخبراتهم وإيمانهم ببناء الإنسان الإماراتي وأحقيته في الحياة العصرية المرفهة الآمنة المطمئنة .
دولة الامارات ومنذ أسسها زايد الخير وهي تقدم الدعم والسند والخيرات لأشقائها من الدولة العربية والإسلامية وللدول الصديقة في شتى أرجاء المعمورة وتقف معهم في الضراء وفي السراء ومازالت مستمرة ونفتخر نحن أبناء هذا الوطن بهذه القيادة الرشيدة أنها تسير على نهج القائد المؤسس فتحفظ ذكراه في وجدان الشعوب وتساهم في نجدة الآخرين و إسعادهم وتقدم المليارات من الدولارات لخدمة بني الانسان أين ما وجد.
الامارات اليوم دولة عصرية بكل المقاييس وهي حلم الكبار والصغار للعيش فيها ومن جميع جنسيات الدنيا فهي حقاً ملتقى العالم.
أبوظبي عاصمة الخير تدير دفة الخير والعطاء والسياسة في الداخل والخارج وهي قوة إقتصادية سياسية مؤثرة في العالم وفي صنع القرار العالمي ودبي التي كانت قوة تجارية من قديم الزمن وهي الآن عاصمة التجارة والسياحة وعلمت الدول كيف يخططون للنمو و التطور والمنافسة على المراكز الأُوٓل دون إعتماد على النفط، أما الشارقة الباسمة فهي عاصمة الثقافة العربية وحاليا عاصمة الثقافة الاسلامية وهي العلم والدين والثقافة و الفن والآثار والإنسانية وتكمل الامارات الأخرى وتنافس في ركب المدنية والتطوير تحت وثيقة تعاون إستراتيجية الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية للنهوض بالوطن والمواطن و المقيم لي ليكونوا في المركز الأول..
وأخيراً الامارات رواية حب لا ينضب معينها للكاتب والمتلفي مشاهدةً أو قراءة ً أو سماعاً وهي الشجرة المثمرة التي تعطي و تترفع عن الأحقاد و الحاقدين وتمضي بركب النمو و النجاحات وتفتح أبوابها لمحبي النجاح وتحقيق الأحلام وكذلك للعيش على أرضها والكسب من خيراتها تحت قوانينها وأنظمتها العادلة
وكل عيد إستقلال و العالم بخير