كتاب 11

06:50 صباحًا EET

البحرين ١٠، ١٤، ١٨

يوم السبت القادم ستشهد البحرين جولة الدور الثاني من الانتخابات في اكثر من ثلاثين  من اصل أربعين دائرة انتخابية ، بما يماثل انتخابات جديدة لا جولة تكميلية ، لكن الغائب الحاضر من قراءة المشهد السياسي البحريني ليس المقاطع او المشارك من الجمعيات ( الأحزاب ) السياسية البحرينية ، بل التحول  في المزاج العام البحريني من التصويت لقوى تقليدية ذات التمثيل الطائفي المطلق الى التصويت لافراد لم يكن لهم  حضور سياسي قبل الانتخابات الاخيرة . كذلك شهدت الانتخابات تطورا اخر تمثل في فشل مجموعة من المرشحين المستقلين (( مجازاً )) في الاحتفاظ بمقاعدهم التقليدية عن دوائر ظننا انها ستورث لأولادهم  . على الصعيد الاخر لم يكن فشل تجمع الوحدة الوطنية في إيصال أيا من مرشحيه مفاجاة لأحد باستعراض قائمة مرشحيه.

بإيجاز شديد فشلت كل القوى السياسية التقليدية بما في ذلك الدولة في إيصال مرشحيهم من الجولة الأولي للبرلمان ، و كذلك كان فشل جمعية الوفاق في تصفير الصناديق حسب زعمها لتأتي نسبة المشاركة مكذبة لقدرتها على حمل كل الارادة السياسية ( الشيعية ) على المقاطعة ، و لتبلغ نسبة المشاركة ما يتجاوز ٥٢٪ من الكتلة الانتخابية المسجلة في كشوف المقترعين . كل تلك الوقائع قد تقودنا لمحاولة استقراء شكل مجلس الشورى المعين بالكامل ، فهل سيكون عاكسا لمخرجات صناديق الاقتراع ، إم اننا سنشهد اعادة لتعميد التجارب السابقة من خلال تكليف بعض الكفاءات و مكافأة الأغلبية

ان تجربة رياح التغير القسري في عمومها أتت  حاسمة في الغائها كل نقاط الالتقاء بين كل مدارس الفكر المتأسلم و مؤسسات الحكم التقليدية ، و كذلك كانت  نتائج رفض الشعوب لتسلط تلك المدارس التي مارست عبر فترة حكمها القصير او تسلطها أقصى اشكال الاستئثار القسري لكل السلطات او اخضاع كل ما تبقى من ثوابت و حقوق لقراءتهم الشخصية بما فيها  المواطنة . عربيا أما آن الوقت لنتصالح من القادم من حيث الثقافة انسانيا ، و ان نتوقف عن العبث بنا و بالتاريخ و ان نبدأ من حيث أنتهى الآخرون لا المراوحة التاريخية . كل التجارب الانسانية اثبتت فشل و موت  كل الأيدلوجيات من الثيوقراطية السياسية بكل أفرعها ، الى الماركسية بكل اتجاهاتها الا عند العرب المستميتين بالتمسك بها ، لدرجة ان احد الأخوة وصف شيوعيي البحرين مثلا ” بالشيوعيين الاثناعشرية ” .

البحرين ليست حالة خاصة و سيتعين عليها التحصل على النضج و الرشد عبر الغربلة التراكمية و لا شى غير ذلك ، لكن البحرين اصغر من ان تتحمل المزيد مما قد عانته على مر سني الازمة . البرلمان الجديد سيعبر عن رغبة الانسان البحريني لتلمس مخرج من الازمة ، لذلك يجب ان تتسق كل الاولويات حسب تلك الارادة و الرغبة و أولها مجلس شورى مشكل بالكامل من تكنوقراط وطني  داعما للبرلمان لتفعيل مخرجات العملية الانتخابية ، و أهمها برلمان لا يخضع لسيطرة او هيمنة جمعيات سياسية دينية

ختاما يجب الاعتراف بقدرة كل تلك المدارس السنية و الشيعية على اعادة اختراع نفسها في قوالب جديدة  لانها تملك ما لا تمتلكة مجتمعة كل مؤسسات الحكم و القوى السياسية  متمثلا في الدين و الطوائف ، و كل تجاربنا بحرينيا و عربيا اثبتت و تثبت ان توظيف سلاح الطوائف يمكن تفعيله سياسيا وقتما كان ذلك متواتياً و رؤى أصحابها ، لذلك قد يكون مناسبا الان اعادة التفكير في الهياكل والاليات القائمة لتضطلع به مؤسسات بفكر مدني لا طائفي ، و ان  المؤسسات المرتكزة على الفكر المدني هي الاقدر على تمثيل طموحات المستقبل لتصالحها مع كل الماضي.

التعليقات