مصر الكبرى
ماذا يريد السلفيون والإخوان ؟
حتى لا أضخم الأمور كثيرا أقول وبصراحة أن السلفيين والإخوان بتنظيماتهم المحلية والدولية هم اقل المصريين تعليما وانفتاحا أو معرفة بالعالم الخارجي قادمون من حارة نجيب محفوظ في زقاق المدق أو غيرها لا يعرفون إلا الحارة ومصر حارة مغلقة.
ومع ذلك يشتركون مع بقية أبناء الشعب في تصورهم أن الكون يدور حولهم ويدور حول مصر. إحنا اهم بلد ولو طبقت الشريعة في مصر ستطبق في أرجاء الكون بعدها غير مدركين أن اقتصاد مصر وسكان مصر لا يمثلون ولاية في الهند أو مجموعة نجوع ومدن صغيرة في الصين فكما ننظر لقطر على أنها حارة في شبرا في بلدان مثل الصين والهند كل الثمانين مليون من المصريين هم مجرد حارة. دعك عن كيف ينظ إلينا الغرب. الغرب يرانا كما يرى أهل الزمالك الدويقة أو كما نرى نحن رواندا أو بوركينا فاسو. مئات من السنوات الضوئية تفصلنا بين الغرب من حيث التقدم. وليتذكر السلفيون أن في أمريكا مثلا سلفيين لم نسمع عنهم إلا في دراسات أنثربيولوجيا أو علوم الإنسان الذي يقترب من الانقراض. هناك جماعات في أمريكا تعرف بالامش رايتهم بعيني في ولاية بنسلفانيا عندما قضيت ثلاثة اشهر هناك عام ١٩٩٨. أناس يحرمون الإنارة بالكهرباء ويحرمون ركوب السيارات ويركبون ليومنا هذا عربات تجرها البغال والخيول ولا يرسلون أولادهم الي مدارس أمريكا الحديثة. ورغم وجود هؤلاء البشر لا يسمع بهم احد ولم يؤثروا في مسيرة أميركا بشيء. السلفية كاسم هي ضد حركة الزمن وضد حركة التاريخ ربما لن تنقرض اليوم أو بعد عشرة ولكنني متأكد أنها حركة ستنقرض ولن يكون لها تأثير في مسار مستقبل مصر. مجرد صداع مزمن لابد لنا أن نتحمله ولكنه سيذهب وينتهي . مهم أن يدرك الاخوان والسلفيون أن دولتهم التي يناشدونها لن تحدث ليس لأننا نقاومها كأبطال ولكن لان التاريخ ضدهم وكما قضي التاريخ على لغات وحضارات كاملة أتصور أن الاخوان والسلفيين سيكونان يوما ما جزء من تاريخ الصداع المصري الذي حدث آلاف المرات ولا نذكره ولا يأخذ سطرا واحدا في تاريخ الفراعنة أو التاريخ القبطي أو الروماني وكلها حضارات كان بها سلفيون وإخوان كل حضارة حسب مساحة تيار التخلف فيها.
رئيس التحريرجمال فندي