مصر الكبرى
أمير الكويت يحسم المعركة ضد الإخوان
أزاح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس حالة الغموض التي سيطرت على الموقف الرسمي من تحركات المعارضة المتسمة بالتصعيد والحدة، وأعلن أنه "لن يكون هناك أي تهاون نحو كل ما من شأنه المساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين ولا أي تساهل في تطبيق القانون على الجميع".
وقال في كلمة بثتها أمس وكالة الأنباء الكويتية "كونا" "إننا مطالبون اليوم بأن نختار بين دولة القانون والدستور والتشبث به حيث أنه طريق السلامة أو انتهاج طريق الفوضى والتعدي على صلاحيات السلطات الدستورية المسؤولة."
وقال مراقبون محليون إن كلمتيْ الأمير الثلاثاء والاثنين "لدى لقائه عددا من الشخصيات" تكشفان بوضوح أن السلطات الكويتية حسمت أمرها وقررت مواجهة الجهات التي تقف وراء الفوضى، والتي تسعى لتوسيع دارة الغاضبين في الشارع ضد سلطة آل الصباح.
وعلمت "العرب" من مصادر مطّلعة بالكويت أن صمت السلطات تجاه ما جرى خلال الأسابيع الأخيرة لم يكن عن عجز، وإنما بغاية التحري حول الخيوط التي تحرك اللعبة من وراء الستار.
وقالت المصادر إن الدوائر الأمنية حرصت على الفصل في تحرياتها بين خروج شخصيات وطنية ومجموعات شبابية للتظاهر بتلقائية للدفاع عما تراه خدمة للديمقراطية بالكويت، وبين خروج مجموعات موجهة من الخارج إلى الشارع بغاية إشاعة الفوضى وهز ثقة المواطنين في الأسرة الحاكمة.
وشددت المصادر نفسها على أن الدوائر الأمنية أخذت بعين الاعتبار التصريحات التي أطلقها ضاحي خلفان، قائد عام شرطة دبي، عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والتي تفيد بأنه يسعى للسيطرة على دول الخليج، وأن نقطة الانطلاق ستكون الكويت التي تتساهل مع التحركات الإخوانية.
وأضافت المصادر أن الجهات العليا بالبلاد أصبحت على دراية تامة بتفاصيل المخطط الإخواني المتخفي وراء مطالب الإصلاح، وأنها قررت أن تتصدى له على مستويات متعددة.وفي هذا السياق، ذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة الكويتية بدأت باتخاذ إجراءات جادة لما وصفته بـ"تجفيف منابع القوى والتيارات الدينية في البلاد".
وقالت التقارير إن التحرك الحكومي يستهدف ضبط عمليات جمع الأموال لجمعيات خيرية تتعاطى الشأن السياسي، وكذلك ضبط هيئات حكومية تستغل أموال التبرعات فيها لدعم جهات معينة.
ويقول المراقبون إن الكويت تحاول الاستفادة من تجارب سابقة في المنطقة "مصر، تونس، الجزائر…" نجحت في الحد من الخطر الإخواني عبر تفكيك شبكات التمويل من الداخل والخارج، والاستثمارات المقنّعة التي يديرها التنظيم محليا ودوليا، فضلا عن التبرعات المشبوهة.
ويتوقع هؤلاء أن تشن الكويت حملة إعلامية ضد التنظيم الإخواني الذي يتجنب المعاركة العلنية خوفا من اكتشاف أسلوبه المضلل في الاستقطاب والتأثير واللعب على العواطف الدينية.
وبدأ أمير الكويت هذه الحملة الإعلامية في كلمته التي بثها التلفزيون المحلي مساء الاثنين، حين صارح المواطنين بحقيقة ما يجري "من إصرار غريب على مخالفة القانون وتعريض أمن البلاد واستقرارها للخطر"، كما قال.
ورفض الأمير الرضوخ لضغوط المعارضة المطالبة بسحب المرسوم الأميري الخاص بتعديل القانون الانتخابي "اعتماد الصوت الواحد".
وحذر من أنها لن تحقق شيئا من خلال التهديدات والتحديات وقال ان "استخدام لغة التهديد والتخوين والتحدي لا يمكن أن يكون سبيلا لتحقيق المطالب السياسية".
وقال محللون خليجيون إن اكتشاف الإمارات خلية الستين الإخوانية التي كانت تُعد لقلب نظام الحكم وتأتمر بأوامر التنظيم الدولي للإخوان، وبعد وقوف السلطات الكويتية على طبيعة المخطط الإخواني الساعي للانقضاض على السلطة، كل هذا سيدفع دول الخليج إلى التحرك جماعيا لوقف اللعبة الإخوانية الخفية.
وهو ما كان دعا إليه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، حين أكد أنه "يجب على دول الخليج التعاون لمنع الإخوان من التآمر لتقويض الحكومات في المنطقة".
ولا يستبعد المحللون أن يحاول الإخوان التهرب من لحظة المواجهة "في الخليج ككل" عبر إصدار بيانات مليئة بمغالطات حول الاعتقالات والتعذيب وتسويقها لدى المنظمات الحقوقية والمدنية الأجنبية التي ما فتئت تبحث عن إزعاج الخليجيين والضغط عليهم تنفيذا لأجندات لا علاقة لها بحقوق الإنسان.