صحة
الذاكرة تتأثر نتيجة توقف التنفس أثناء النوم
قد تترك مفاتيحك على الطاولة فى المساء، وحين تستيقظ ذاهبًا إلى عملك فى الصباح، قد تنسى مكانها، وترتبط تلك الحالة بذاكرة المكان، التى قد تتأثر كثيرًا، بحسب دراسة أمريكية حديثة، وتتأثر معها القدرة على تذكر المواقع والاتجاهات، بسبب عدم النوم العميق أثناء الليل، الذى ينتج عن توقف التنفس خلال ساعات النوم.
وأوضح الباحثون بمركز “لانجون” الطبي التابع لجامعة مدينة نيويورك الأمريكية، فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها أمس، فى دورية “العلوم العصبية”، أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، يعانون من مشاكل تتعلق باختبارات الذاكرة المكانية، إذا ناموا بدون استخدام مساعدات التنفس الخاصة بهم، مقارنة بأولئك الذين يستخدمون مساعدات التنفس في المساء.
ويشتكي البعض من انقطاع التنفس أثناء النوم، مما يسبب الإيقاظ المتكرر واضطرابا في النوم، وقد تنجم تلك الحالة عن انسداد كلي في مجرى التنفس لمدة لا تقل عن عشر ثوان، وقد يكون ذلك الانسداد جزئيًا ويسبب الشخير أثناء النوم.
وقال “أندرو فارجا” قائد فريق البحث، بالمركز الطبي التابع لجامعة نيويورك: “توجد بعض الدلائل في النماذج الحيوانية، تشير إلى أن الحلم أثناء النوم مهم بالنسبة للذاكرة المكانية، لكن أحدًا من البشر لم يظهر ذلك أو يثبته”.
ولكشف هذه العلاقة، تابع الباحثون 18 شخصًا يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، ووجدوا أن القدرة على تشكيل الذاكرة المكانية لديهم تتأثر سلبًا بالنوم المتقطع.
وتساعد الذاكرة المكانية على سبيل المثال، الأشخاص في تذكر كيفية الوصول إلى مدارس أطفالهم أو المكان الذي تركوا فيه مفاتيحهم.
ويعتقد الباحثون أن الأشخاص قد يجدون صعوبة في تشكيل ذاكرة مكانية جديدة، إذا ما عانوا من تقطع في النوم.
ووفقا لمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، يعانى حوالى 18 مليون أمريكي من انقطاعات التنفس أثناء النوم، قد تستمر من ثوان إلى دقائق، ونتيجة لذلك غالبا ما يستيقظ هؤلاء الأشخاص وهم متعبون.
وتتم معالجة الحالات البسيطة من اضطراب التنفس عن طريق تغيير بعض العادات، كإنقاص الوزن والنوم على الجنب بدلا من النوم على الظهر، وهناك أجهزة للفم تساعد على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحًا وتساعد أيضا على التقليل من عادة الشخير أثناء النوم.