آراء حرة

01:41 مساءً EET

حسام نصار يكتب: اسحقوا الصرصار

ما أن وقعت واقعة استشهاد 25 جندي وظابط في الحادذ الإرهابي الخسيسي، ورأيت ردود الأفعال الغاضبة على السيسي والجيش، إلا وفطنت إلى المستهدف منها، وهو زعزعة الثقة بين القائد والشعب، وكتبت هذا البوست على الفيسبوك :

” لا تدعوا ما حدث يدفعكم بالسخط على السيسي، السيسي عارف هو بيعمل إيه، وهو أكتر واحد شايف الصورة، وهو اللي حيختار الرد إمتى وازاي وفين. ضعوا ثقتكم في هذا الرجل، ولا تسمحوا لمن يحاول أن يهز ثقتكم به بأن يتفشى خطابه بينكم، هذا ما يريدونه، فلا تقعوا في فخاخهم”

ويبدو أنني كنت على حق في قراءتي تلك للمشهد، فهذا ما أكده الرئيس السيسي في كلمته الغاضبة المقتضبة إلى الأمة في اليوم التالي، وأشار بوضوح إلى محاولات الخارج مع خونة الداخل زعزعة الثقة بين الشعب وقيادته ، لأنهم يدركون معنى نجاح السيسي وخلفه كل هذا الاصطفاف الوطني، ويدركون أيضاً حجم الإنجاز الذي تحقق في تلك الفترة القصيرة منذ تولي السيسي الرئاسة.

ولم يكن هذا التأكيد الذي تلقيته من قائد الأمة هوالوحيد، فقد تلقيت تأكيدات من نوع مختلف من صراصير الأمة، تراوحت بين الشماتة المطلقة وبين التفلسف الطامح في دور، ولم يقدم واحد منهم التعزية في الشهداء في استهلالاتهم لتويتاتهم المفخخة على تويتر.

وكنت قد نبهت في بوستات متتالية على الفيسبوك والتويتر فور وقوع الجريمة الحقيرة، إلى أن القضية ليست قضية الإرهاب في سيناء، وليست قضية حدود، وإنما هي قضية وجود تلك الصراصير بيننا، يغلّون يد الدولة عن اتخاذ القرارات الحاسمة تحت دعاوى حقوق الإنسان المهدرة والقمع المزعوم، وقلت نصاً أن تلك هي القضية الحقيقية التي يجب مواجهتها بكل حسم، وتساءلت، كيف يمكن أن تحاكم صرصار؟ أو أن تقبض عليه؟ أو عن تتحاور معه؟ وكلنا نعرف أن الحوار الوحيد الذي يمكن أن يقوم بين إنسان وصرصار هو إبادته بالبيروسول، أو لصقاً في أقرب شبشب، وهو الأكثر متعة.

القضية إذن ليست في منفذ العمليات الإرهابية الدنيئة، القضية في المخطط لها والمشجع للمخطط لها، وهم بالداخل أحرار طلقاء يبثون سمومهم علينا كل يوم، ويهيئون الأجواء للإرهاب بادعاءاتهم المتكررة حول القمع الذي يتعرض له المصريون، لتصبح يد الدولة مغلولة عن النيل منهم، وهذا بدوره يخلق أوضاعاً مائعة، تعطي للإرهاب الفرصة تلو الفرصة أن يخطط، وتعطي للمنفذ أن ينفذ بالتعاون مع أجهزة خارجية، وتعطي للمشجعين الشامتين فرصة لبث السموم التي تنجح في استقطاب بعض الأصوات الساذجة وحثها على نقد السيسي والجيش وكل أجهزة الدولة، فتُغلّ أيديهم أكثر فأكثر، حتى تدخل الدولة في سلسلة مفرغة من الخوف والارتعاش أمام الهجمة تلو الهجمة، والمظاهرة تلو المظاهرة، والمقال تلو المقال، إلى أن تتهاوى الدولة تحت وطأة هذا كله مضافاً إليه غضب الشعب من عدم اتخاذ قرارات حاسمة، وتكون للصراصير الغلبة التي لم ينجحوا في تمريرها مع المتآمرين الدوليين في يناير وما بعدها.

صراصير الوطن إذن تسعي، وبعون خارجي مخطط، إلى إسقاط الدولة، وإسقاط السيسي، وإدخال الوطن مرة أخرى في دوامات الصفاقة الثورية التي تصنع لتلك الصراصير النجومية والثراء. ودحر الإرهاب يبدأ من المركز لا الأطراف، دحر الإرهاب والمؤامرة يبدأ من الداخل إلى الخارج لا من الخارج إلى الداخل، دحر المؤامرة هو دحر تلك الصراصير، وهو لن يتأتى إلا بخروج كاسح للجماهير للمناداة بسحق الصراصير بلا رأفة أو شفقة أو هوادة، فكيف تصبح إنساناً رؤوفاً مع صرصار، مع جرثومة، مع طاعون.

قالها فولتير يوماً وأطلق صيحته الشهيرة، “اسحقوا العار”، وأنا استعيرها منه وأحورها إلى “اسحقوا الصرصار”، كل صرصار

التعليقات