تحقيقات

10:54 صباحًا EET

تركيا وعضوية الإتحاد الأوربي

تعايش تركيا الحديثة الأن مساعى حثيثة لتكون أكثر التصاقا بأوربا حيث انها سعت كثيرا لتكون جزءا من الاتحاد الاوربي بدءا بعضوية الناتو والمجلس الأوربي وصولا الى عضوية الأتحاد الأوربي الا أن الذهنية الأوربية تري أن ذلك قد يكون العودة للعثمانية وهذا ما خلق التوتر لدى أكبر الدول في الاتحاد الأوربي كاسبانيا وبريطانيا والمانيا وفرنسا حيث ان الجميع من الدول الاوربية لا يروون ان تركيا دولة أوربية خالصة كما يصوغ أوغلو رئيس وزراء تركيا نظرية الامن القومى التركى حيث انها تعد أضافة للاتحاد لموقعها الأستراتيجى وعمقها الأستراتيجى والعمق التاريخى والثقافي لها ليكون لها وضع أعمق   في الساحة الدولية التى لا تقف عند عضوية الاتحاد الأوربي فقط .

العلاقات التركية والاتحاد الأوربي : يشير علماء السياسة الأتراك ان تركيا عام 2001 كانت مرشحة لقيادة أوربا وذلك تحت تعزيز قيم الديمقراطية وجذب الأستثمارات التركية ويشير الساسة الأوربين الى ضرورة ان تكون الاحزاب التركية قائمة على اسس الحريات وحقوق الانسان مع تحديد تدخلات الجيش في الحياة العامة التركية.

وهذا ما يجعلها متسقة مع انماط الحياة السياسية الأوربية الا انهم يقرون ان تركيا لديها ما يخالف الفكر الأوربي خاصة فرنسا وبريطانيا والمانيا حيث حرية العقيدة وباقي الحريات على مصراعيها وان تركيا دولة اسلامية في المقام الأول وتختلف اجتماعيا وثقافيا وحضاريا .

التوجهات التركية نحو الأتحاد الاوربي : يري الساسة الأتراك ان المعارضة التركية تقوم على اسس فكرية أوربية وأنها تعمل على ترويض الجيش و    تقويض اسس الدولة  التركية وعن الرأى العام التركى يري 50%من الأتراك أن الاتحاد الأوربي لن يقبل عضوية تركيا في الاتحاد الاوربي مهما عدلت من بعض الأوضاع القائمة لديها .

بينما يرى الأخرون ضرورة دخول تركيا الأتحاد الاوربي رغم الأختلافات الدينية والاجتماعية والثقافية التاريخية ومن ثم قد تصبح تركيا أكبر دولة  ذات حضارة وتاريخ داخل الاتحاد الاوربي حيث كانت تركيا الدولة المحورية التى سيطرت على اوربا بأسرها ابان الحكم العثمانى والان تعد تركيا دولة عسكرية ذات ريادة حضارية وصاحبة قوى جيو أستراتيجية لذا قد تتوجس الدول المحورية في الاتحاد الاوربي فرنسا والمانيا وبريطانيا من دخول تركيا الاتحاد الاوربي حيث تعكس ثقافة الأتراك المقيمين في القارة الأوربية التمسك بالهوية التركية الى اقصى مدى وهذا ما تتعلل بة تلك الدول الأوربية كما اشار بعض النخبويين الاوربيين ان عضوية تركيا في الناتو تجعلها في حد ذاتها من اكبر القوى العسكرية الموجودة في منطقة أسيا الصغري كما انها قد خسرت امام أسبانيا في التنافس على المقعد الغير دائم في مجلس الأمن والذي خسرتة تركيا بسبب السياسة الخارجية لها والتعثرات التى سببها أوردوغان لتركيا من حيث تدخلاتة للمشكلات الكردية في سوريا وان هناك بعض الاعمال الغير مقبولة للخطاب الاوردوغانى حيث ما فتاءا اودوغان قبيل انتخابة لرئاسة تركيا انة يري انة لاضرار اذا ما حصلت تركيا على عضوية الاتحاد الأوربي وان على الأوربين أن لا يشعرون برهبة للتاريخ العثمانى وان تركيا ستكون سندا للقارة الاوربية لما حباها الله من قوى جيواسترتيجى واقتصادية ودورها الرائد في الاقليم الشرق اوسطى .

توجهات الادارة الامريكية نحو تركيا وعضوية الاتحاد الاوربي : لقد قام الرئيس الأمريكى باراك أوباما الكثير من اللوم والعتاب الى دول اوربا المحورية لعدم قبولهم لدور تركى في الاتحاد الاوربي حيث تعتبر الولايات المتحدة تركيا كحليف مهم يرعى المصالح الامريكية  ويتطلب منها رأب الصدع لخلافاتهم مع اسرائيل بعد الخلاف على ازمة غزة واسطول الحرية التى أثرت على العلاقات التركية – الاسرائلية السياسة مع وجود علاقات اقتصادية وطيدة بينهما .
توجهات العالم العربي نحو الازمة التركية وعضوية الااتحاد الاوربي :   حينما أستدارت تركيا بوجهها نحو البحث عن تحالفات أو أنتماءات في العالم العربي كرد فعل للتوجة الاوربي نحوها الا أن هناك ثمة مخاوف في المنطقة العربية عن كون تركيا تبحث عن هويتها العثمانية داخل المنطقة العربية الا أن تركيا تتبنى القضية الفلسطنية وتتجة لتفعيل دورها في منظمة المؤتمر الأسلامى كما يري بعض الساسة العرب ان تركيا على علاقات وثيقة مع أسرائيل وان من مصلحة العرب أن يستثمروا التوجهات التركية لصالحهم حيث ان ذلك من شأنة الافادة العظمى لمشكلات الوطن العربي وتعزيزها للحل على المستوى الدولى كما ان دول الخليج العربي ان سيناريو تركيا نحو العالم العربي بوجة عام ليس من الصالح العربي من شئ بل انها ستكون أكبر داعمة للمصالح الامريكية في الوطن العربي كما تعد تركيا دولة محورية على مستوى المحيط الأطلسي التى تمتللك من خلالة اطار أكثر سعة للمشروع الشرق أوسطية الكبير ويجب التأكيد على أن الولايات المتحدة تمارس التأييد لتركيا لعودة مصالحها مع أسرائيل وهذا من شأنة تعزيز للثلاثة في دورهم في العالم العربي والأقليم الشرق أوسطى

ساركوزى فرنسا وتركيا والاتحاد الأوربي

                                                                    
تعد فرنسا من أقوى الدول الأوربية علمانية شكلا وموضوعا في دول الأتحاد الأوربي حيث أكد ساركوزى رفضة القاطع لانضمام تركيا للاتحاد الأوربي لكونها دولة اسلامية الان وفق الحزب الحاكم لها وانها ليست ذو هوية أوربية خالصة كما انها لابد وان تتطلع لدور فعال كدولة تقع عبر الاتحاد المتوسطى حيث تمثل فية تركيا كدولة متوسطية حيث تمثل فية تركيا كدولة متوسطية الطموح الأوربي في تلك المنطقة.

اسرائيل وتركيا وايران : يمثل التنافس بينهما على الادوار القطبية في المنطقة حيث تبرز المباراة السياسية فيما بينهم الا ان اسرائيل تمارس دورها في المنطقة بشكل غير سافروانها تتوق الى التأثير في كل دول العالم العربي بشكل لم تصل الية كلية ولابد أن نشير الى كون الاقليم الشرق اوسطى وما لدية من موقع أستراتيجى مؤثر في السياسة الدولية والثروة البترولية والقدرة عل الاستثمار الأقتصادى والتاريخ الثقافي والحضاري لذا نجد ان كلا من تركيا واسرائيل وايران ومصر لديهما نفس التقارب بالقوة العسكرية والعلاقات الأقليمية الناجحة حيث تظهر في هذا الاقليم تطلعات مثل التلهف الايرانى لاقامة علاقات وطيدة مع مصر وثمة تلاقي مابين تركيا وايران والعلاقات الوطيدة ما بين تركيا واسرائيل اقتصاديا والعسكري ايضا وتوظيف اسرائيل للتنسيق مع مصر ضد أيران .

توجهات الدبلوماسية التركية : أن المتأمل للسلوك السياسي التركى ومستويات السياسة الخارجية لديها يؤكد على ثلاث عواميد وهو تسوية التصالح مع دول الجوار وأستخدام نمط القوة الناعمة من الاعلام والثقافة والمشاركات مع الشعوب ويقع كل ذلك على اساس توطيد دعائم الديمقراطية على غرار النمط الغربي الليبرالي وهى قد تشعر أحيانا ان دورها الاقليمى قد ضرب في مقتل بعد أنهيار الأتحاد السوفيتى لذلك سعت تركيا الى تعظيم مصالحها وعلاقاتها مع الولايات المتحدة وهذا ما قد يصطدم بعض الشئ مع النزوع الاسرائيلى كما انها تود ان تعمل كوسيط ما بين الولايات المتحدة والدول الغربية وايران ولابد ؟أن نصف الدور التركى بأنة دوما يعبر عن كونها دولة براجماتية مصلحية تسعى لتجميع المختلف وهى على صلة اقتصادية وثيقة بالدول العربية رغم رباطها الشديد باسرائيل تلك التى تدورفي الكواليس وفق انها لا تسعى نحو اية تدهور سياسي معها أضف الى ذلك انها دولة اسلامية ضخمة وعضو في منظمة المؤتمر الأسلامى وهى عضو هام في حلف الأطلسي كما انها دولة عربية سنية المذهب وتتعامل مع ذلك مع ايران التى تعد اكبر دولة شيعية على الاطلاق كما انها تعزز مركزها الأقليمى لتو ظيف الوضع العربي لدعم مصالحها حين تراجع علاقاتها مع أسرائيل.

تركيا وسياساتها بعد الربيع العربي : تدرك الحكومة التركية ان مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي سيكون هناك دوما قاعدة وهى مشاركة الشارع العربي للحكومات العربية في صنع اتخاذ القرار خاصة في توجهاتها نحو أسرائيل كما ان التحولات الجارية تقدم دعما لسياسات الولايات المتحدة مما يعزز الموقف التركى والسياسات التركية لرعاية المصالح الامريكية في المنطقة العربية والاقليم الشرق أوسطية وهذا ما يفسر الانتقاد الداعم لدول الاتحاد الاوربي بعد قبول تركيا بالاتحاد  والذي من شانة تعزيز العلاقات التركية وايران لصب الرافد في مجري السياسات الخارجية للولايات المتحدة.

توجهات روسيا الاتحادية لدخول تركيا لاتحاد الاوربي :   تقع تركيا في منطقة يتلاقي بها دول الاتحاد الاوربي بمناطق النفوذ الروسي حيث أن كلا من أوكرانيا وبلدان جنوب القوقاز من المناطق المتاخمة شرقا للاتحاد الاوربي وان تركيا تعد الدولة الوحيدة التى تكتسب قبولا لدى روسيا فيما بعد الاتحاد الاوربي كما يتضح ان هناك تكامل ما بين دول الساحل بالبحر الأسود في تركيا لذلك لابد من ان تدعم رووسيا الاتحادية تركيا في مجال قيم الديمقراطية حيث انها تعد المنفذ لها لاوربا والحارسة لمشاريع الغاز وحل الصراعات لذلك يمكن لأنقرة ان تصبح حليفا كبيرا هاما لدول الاتحاد الاوربي في مواجهة ملف الاطلسي مما يعبر عن كون الانتماءات والتحالفات التركية – الروسية بصدد منطقة البحر الأسود الا انها قدما للغرب نحو استقرار منطقة القوقاز وهى المبادرة التركية التى تم استبعاد الأتحاد الاوربي والولايات المتحدة منها  لذلك فان انضمام تركيا لعضوية الأتحاد الاوربي  سيحقق الهدؤء النسبى في منظمة القوقاز ويحقق فعاليات قد تتدعم العلاقات التركية – وروسيا كمساندة للنفوذ الروسي في منطقة اوربا الغربية .

التوجة المصري نحو عضوية الاتحاد الاوربي :-

ان العلاقات المصرية –التركية تعد هى المرحلة الأسؤ في تاريخ البلدين من تاريخ علاقتهما المثمر ة حيث وصل الامر لهجوم اوردوغان والساسة الاتراك على مصر مماأدى الى طرد السفير التركى من القاهرة وانكار الحكومة التركية للسيسى حيث تركيا ما زالت تعتبر ان ماحدث في مصر يعد انقلابا لا ثورة وان مصر عليها بتطبيق المضامين والاسس الديمقراطية حيث أعلنت مصر انها لا تسعى الى القطيعة التامة مع تركيا وتري مصر ان تعزيز الدور التركى في المنطقة قد يؤثر عل مكانة مصر لدى الوبلايات المتحدة حيث قام السيسي ايضا بتحقيق التوازن ما بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة لذلك قامت امريكا باحداث التوازن لدى مصر مما يعزز العلاقات الامريكية  – المصرية وتثبت ان مكانة تركيا قد تأثرت مع عندما هاجم اوردوغان مصر حكومة وشعبا وهذا ما أتضح بجلاء حينما قام اوباما بتعزيز علاقتة بالسيسي على هامش مؤتمر الجمعية العامة للامم المتحدة سبتمبر الماضي.

التعليقات