كتاب 11

08:02 صباحًا EET

الفلافل.. بالطعم الإيطالى!

تخيل معى ـ عزيزى القارىء ـ أن هذا الإعلان الصادم .. يعتلى أكبر عمارة بميدان التحرير : ميدان الصدق والثورة .. والدماء أيضاً !! ميدان المستثورين ولابسى مسوح الرهبنة الثورية التى لايعلمون عنها شيئاً ، ولا كيف قامت .. ولا كيف انحسر خاطفوها أمام الطوفان الشعبى الحقيقى .. لتنطلق الثورة الحقيقية المكمِّلة فى الثلاثين من يونيو بتلك القيادة الوطنية الشريفة التى وقفت فى وجه بائعى الوطن وترابه .

الفلافل .. بالطعم الإيطالى ، كالديكتاتورية بطعم الديمقراطية .. التى يروِّج لها اليوم أحد المتحدثين باسم أحد الأحزاب الكرتونية التى قامت على أساس السلفية الدينية ، ثم راح هذا المهرج الـ ( بكَّاش ) والمتحدث باسمها يتنصل من صلة الدين بها تماماً .. رغم أنه وحزبه كان الحليف الأول والأخير لعصابة الغدر والإرهاب التى قفزت على سدَّة الحكم 367 ليلة سوداء فى تاريخ مصر المحروسة .

وعلى الفور ـ حين اصطدمت عينى بالإعلان ـ تداعت آلاف الأفكار فى رأسى وأنا أتوقف بسيارتى فى الإشارة الطويلة بميدان التحرير ، وظل الإعلان الصادم يخترق زجاج السيارة .. ورأسى !!

الفلافل .. بالطعم الإيطالى !!

وبصفتى أتعاطى كتابة الشعر بالعامية المصرية العبقرية .. فإننى رأيت أنه يصلح موضوعاً لقصيدة عصماء .. يصفق لها جمهور الحاضرين فى أمسيات الشعر فى ليالى المحروسة ، ولكنى عدت لأسأل نفسى ماذا لو صنعت هذا ؟ وأجيب ـ على نفسى أيضاً : ياكذَّاب !! هل صنع الفلافل شعبُ ُ غيرنا ؟ ومن أين يأتى لها هذا الطعم الإيطالى ؟ والفلافل هى التطور الطبيعى لصاحب الجلالة ( الفول ) الذى أنهك معدة وصدور المصريين منذ فجر التاريخ .. ولولاه لانقرضنا منذ سبعة آلاف عام سنة كالديناصورات ، ولكنه التغييب والتعتيم على عقلية المستهلك والمشترى الغلبان !!

تماماً .. كما خرج علينا هذا المهرج الـ ( بكَّاش ) الذى صرح بأن الشعب المصرى ينتظر بفارع صبر الانتخابات البرلمانية ، ليعبر عن ثقته فى هذا الحزب الشريك الأساسى فى الخراب .. والذى يتحرك على الساحة كالأفعوان .. فتارة يقفز ويلدغ ، وتارة يلبد ويهادن ، ويوافق ويمتنع ، ويظهر ويختفى ، وتلك طبيعته التى نشأ عليها وسيظل ! ولكنه يداعب أحلام الشعب المصرى كما يداعب الإعلان جموع الغلابة أصحاب العقول المغيبة .. ويزف اليهم بشرى عظيمة عن ( الفلافل .. بالطعم الإيطالى ) !!

التعليقات