مصر الكبرى

09:47 صباحًا EET

الدولة الاسلامية مدنية خالصة (الحلقة الاخيرة)

بعد استعراض الدولة الدينية والعلمانية (بفتح العين ) والدولة المدنية في الاسلام  فان ما مانبغية هو اقامه دولة مدنية إسلامية تتسع للعَلمانيين ما داموا لا يقاومون الدين بالقوة ، ولا يجاهرون بإنكار معلوم من الدين بالضرورة ، وهي تتسع لغير المسلمين وتحمي عقيدتهم ، وأماكن عبادتهم كما قال تعالى: ]وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا[الحج (40) -والصوامع: معابدُ رهبان النصارى. البِيعُ: كنائسُ النصارى. الصلوات: معابد اليهود. المساجد: للمسلمين-.

وقال تعالى: ]لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  [ الممتحنة (8) والبر يكون للوالدين والأرحام وهو من أسمى العلاقات بين البشر. وقال تعالى: ] وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[ المائدة (8).  -شَنَآنُ: شدة البغض- وقال تعالى: ]وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا [ الإنسان (8-9).
وفي النهاية نري ان االحل هو: التعايش الوطني بلا فتن طائفية ومذهبية وعرقية ودينية في ظل دوله مدنية ، وحاكم مدني ، وحكومة مدنية ، ودستور مدني بمرجعية إسلامية في الحلال والحرام وفق الآيات قطيعة الدلالة والأحاديث النبوية الصحيحة للمسلمين وغير المسلميين طبقا لشريعتهم ، وأمور الدنيا متروكة كامله للمختصين فيها كل في مجال تخصصه.
ويحكم أهل الإنجيل  بما جاء في الإنجيل: كما قال تعالى: ]وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ _ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ _ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ _وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ _ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ _ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ _ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ _ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[ المائدة الآيات (43-50)  
والمسلمون يحكمون بما قضى الله تعالى في كتابه( القرآن) وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ]فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ (النساء65)
فلا دولة دينية في الإسلام.
ولا رجال دين في الإسلام.
ولا دولة عَلْمانية (بفتح العين) في الإسلام.
ولا حكم للعَلمانيين بعَلمانيتهم في ديارنا الإسلامية.
ولا حكم لعلماء الدين بأهوائهم في دولة الإسلام.
علينا أن نعيش في كنف دولنا الحالية والمستقرة مع الإصلاح المدني ، والتطوير العلمي والتغير الإيجابي السلمي مع الحرية واقرار العدي ، والبعد عن التطرف والعنف والفساد والفتن المفضية إلى التنازع والفشل والقلق كي ننمي بلادنا كما قال تعالى:]فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ _الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [ قريش(3،4)  ] فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ[: أمن عقائدي وعقيدة صحيحة يُعبد فيها الله سبحانه وتعالى وحده دون شريك. ] الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ[: أمن غذائي ذاتي يحفظ على الأمة حياتها وكرامتها وقرارها. ] وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[: الأمن الصحي ، والأمن التقني ، والأمن التعليمي ، والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي , والأمن السياسي ، والأمن الداخلي والأمن الخارجي .

التعليقات