الحراك السياسي
“الاتحاد الأوروبي” من “القاهرة” يدعم إعمار غزة بـ524 مليون يورو
أعلنت كاترين آشتون، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد مستعدة لمساعدة الشعب الفلسطيني لتدمير بقايا قنابل الحرب التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت آشتون- في كلمتها أمام مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة:”مستعدون لتقديم المساعدة لتدمير بقايا قنابل الحرب على غزة”، مؤكدة أن دول الاتحاد تساهم حتي الآن في دعم الفلسطينيين واعادة اعمار غزة بنحو 524 مليون يورو في اطار مساعدات الاتحاد الاوروبي المستمرة للفسطينيين.
واكدت آشتون أن قطاع غزة هو جزء من أراضي السلطة الوطنية المحتلة في 1967 وسيكون جزءاً من دولة فلسطين المستقبلية، والحل السياسي هو الحل النهائي الذي يرغبه الجميع، واضاف جهودنا من أجل غزة ستنجح فقط إذا ارتكزت على إطار واسع من دعم فلسطين ودفعنا لعملية السلام.
وقالت اشتون إنه من المهم أن تبدأ السلطة الفلسطينية مباشرة مسئولياتها الحكومية في غزة، فهذا مفتاح مهم لحل الأزمات وعلينا أن نشجعه، وأنا سعيدة لسماع أن آخر اجتماع لحكومة السلطة الفلسطينية أقيم في غزة بسهولة، فتعاطي الأحزاب والقوى الفلسطينية الإيجابي مع ذلك هو خطوة إيجابية على الطريق الصحيح، ويجب استثمارها ودعمها.
وأشارت آشتون إلى النزاع الأخير حول غزة خلف دماراً ضخماً في الاحتياجات البشرية لشعب قطاع غزة، والسلطة الفلسطينية عملت مع الأونروا وهيئات الأمم المتحدة الأخرى على خطة إنعاش مبكر، والاتحاد الأوروبي يستجيب فوراً لدعم الاحتياجات الأساسية في مجالات البنية التحتية والكهرباء والصحة والإسكان بمبلغ 7 ملايين يورو، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، التي بلغت في 2014 قيمة 25,6 مليون يورو.
وأوضحت “آشتون” أن الموقف مازال متأزماً، داعية المجتمع الدولي لإمداد الفلسطينيين بالمساعدات والدعم بسخاء، قائلة:”أناشد إسرائيل أيضاً لاستكمال مبادرتها الإيجابية والسماح بشكل كامل بدخول المساعدات والإمدادات الإنسانية”.
وفيما يتعلق بالإطار والحالة السياسية الراهنة، قالت آشتون إنها متفائلة ببعض التطور على الصعيد الداخلي الفلسطيني، وكذلك الخطوات الإسرائيلية، والتدخل الحاسم من مصر في الأزمة الأخيرة من خلال استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة.
وتابعت:”وكما قلت في نيويورك، يجب أن يكون هذا المؤتمر هو الأخير لإعادة إعمار غزة، فلا يجب أن نعود للوضع السابق غير المستقر، بل نحتاج حلاً سياسياً نهائياً لما يجري في القطاع، فلقد زرت غزة عدة مرات ودائماً ما صدمت بالأوضاع الصعبة هناك، فأكثر من 1,5 مليون شخص لا يستطيعون البقاء في منازلهم، وهناك رجال وسيدات وأطفال يستحقون العيش حياة عادية، وأن يسمح لهم بالسفر والانتقال والعناية الصحية، وأن يكونوا قادرين على إقامة اقتصاد متماسك”.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر داعم للفلسطينيين، “ففي السنوات العشر الأخيرة أرسلنا 1.3 مليار يورو إلى غزة، وبعد حرب 2009 قدمنا 436 مليون يورو ثم 540 مليوناً، وندعم حالياً خطة الإنعاش المبكر، وكخطوة أولى قدمنا دعماً عاجلاً لوكالة الأونروا بمبلغ 7 ملايين يورو ثم زدناها بخمسة ملايين أخرى مخصصة لدعم برنامج لخلق فرص العمل يقدم على المدى القصير 16 ألف وظيفة لسكان غزة، كما بدأنا مشروعات بنحو 25 مليون يورو تضمن تطوير المهارات ودعم الأعمال الصغيرة”.
وشددت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، على أن حل أزمة غزة ليس في غزة وحدها، بل يتحقق فقط بمواصلة موثوقة لمفاوضات السلام التي تسمح بتحقيق حل نهائي سياسي للأزمة الحالية، والاتحاد الأوروبي يدعم ذلك بقوة، مضيفة:”ورؤيتنا للحل مازالت تتمحور حول إقامة دولتين؛ الأولى دولة إسرائيل والثانية دولة محددة مستقلة ديمقراطية ذات سيادة في فلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن وعلاقات مشتركة..فقط على هذه الأرضية سيكون الإسرائيليون والفلسطينيون في غزة والضفة قادرين على إيجاد أمل جديد وبناء مستقبل أفضل لهم وأطفالهم”.