تحقيقات
«تركيا».. ما بين الشئون الداخلية والسياسة الخارجية
يقول الرئيس التركى رجب طيب أودوغان لايمكن لتركيا أن تبقي متفرجة حيال الأزمات المشتعلة في المنطقة حيث ان تركيا تعد حجر الزاوية في الشرق الأوسط جاء هذا في تهنئة الرئيس التركى للشعب التركى ابان عيد الاضحى المبارك كما أضاف بأن الدول التى تقع حول تركيا يتعرض شعوبها للغبن والقهروأشار الى ممارسات داعش بقتل الاطفال والنساء واعمال القتل الجماعى وان دول الربيع العربي مازالت لا تسعى بمصداقية نحو التحول الديمقراطى كما أكد على أن تركيا ليس لديها أية مطامع في المنطقة بل ان الدور التركى يعد محوريا وفعالا .
ضريح اجداد العثمانين :- كما اضاف أوردوغان ان مدينة كوبانى الكردية عين العرب السورية التى يسيطر عليها تنظيم تنظيم داعش الان لحد كبير انة يهدد هذا التنظيم الارهابي بانة اذا مس احدا ضريح اجداد الاتراك فأنة سيتدخل فورا لحماية الضريح وتهذيب تنظيم داعش الارهابي لانة موقع اعش الان بالقرب من الجنوب الغربي في سوريا كما أضاف انة سيتدخل بالقصف الجوي وربما يصل الامر الى التدخل البري .
حيث أشار اوردوغان الى ان المرصد السوري قد أكد على سقوط 412 من القتلى ما بين قوات داعش والمقاتليين الاكراد .
وفي المقابل أكد زعيم حزب الشعب وهو أكبر معارض في تركيا أن الأتراك يشعرون بالخطر الشديد على تركيا أزاء تدخلها في مستنقع الشرق الاوسط وأكد أن ذلك الخطاب الأوردوغانى بتدخل تركيا قصفا وبرا هو الذي يثير حفيظة الشعب التركى وقد تندلع أحداث معارضة تتمثل في العنف والشجب والقتال .
البرلمان التركى :- الا ان البرلمان التركى قد أعلن عن أستهجانة لمساهمة بعض السياسين الأتراك الذين قاموا في تأجيج الشغب الداخلى لانهم يخشون اخراج القوات التركية من الاقتتال خارج تركيا ذاتها حيث يعد ذلك خطرا على تركيا كما أضاف رئيس البرلمان التركى تشييك ان تركيا ؟أنفقت العديد من المليارات التى ساعدت الاجئين السوريين والعراقيين وان الاضرار بتركيا يؤدى الى زعزعة الامن والسلام والاستقرار اكثر .
تركيا ومندوب الامم المتحدة :- كما وجهة مندوب الامم المتحدة ببذل الجهد لتحقيق الامان في المنطقة حيث وصفها بأنها أزمة رهيبة عظيمة الشان في منطقة الشرق الاوسط ولابد من التعامل معها بالحذر والريبة والنوايا الحسنة الصالحة .
أحداث العنف والشغب :- وما زالت أحداث العنف والشغب قائمة حيث أرتفع عدد الضحايا ما بين قتيل وجريح ما يفوق 16 قتيلا وعشرات الجرحى كحصيلة للاحتجاج على عدم التقدم للمواجهات عنف داعش شرقي وجنوبي شرق تركيا حيث يودون من الحكومة التركية التدخل في امر مدينة عين العرب (كوبانى ) السورية لا ان الحكومة التركية قد أعلنت حظر التجول في العديد من المحافظات التركية للسيطرة على أحداث العنف المشتعلة .
كما أعلنت مصادر أمنية أن أعنف المواجهات قد وقعت في منطقة الأناضول ذات الأغلبية الكردية وقالت أن العديد من المصادر اشارت الى معظم الاكراد يصرون على التدخل التركى في اومة اكراد سوريا الذين مازلوا يعايشون الاقتتال مع داعش التىتحاول السيطرة على مدينة عين العرب السورية الكردية .
كما قال حزب الهدى الاسلامى ان الشرطة التركية قد تدخلت لفض العنف بالقنابل والهاوون والهروات ولم تستخدم الرصاص الحى اضف الى ذلك اشارت الانباء الى ان حزب الديمقراطى الشعبي وهو اهم الاحزاب الكردية التركية قد شارك حزب الهدى الاسلامى في دعوتهم للتظاهرات التى تطورت الى اشد انواع العنف والتخريب والتى أسفرت عن تخريب مؤسسات حكومية ومقار حزب العالة والتنمية الحاكم ووفق ما أـفردت بة بعض المصادر الأمنية كما دعا الحزب الكردى الاكبر في تركيا الى تحمل مسئولية تركيا على الحدود مع سورية بخاصة مدينة عين العرب وأحكام السيطرة على تنظيم داعش الارهابي حتى لا يستولى على هذة البلدة كلية .
كما شملت المظاهرات والمواجهات أسطنبول وسقط العشرات من الاكراد الأتراك ما بين قتيل وجريح حيث دعا وزير الداخلية التركى أفكان ألا الى ضرورة أخلاء الشوارع كما أكد ان تلك الاعمال والتظاهرات خارجة عن ارادة تصريحات الحكومة التركية وان تركيا ليست حلا لما يحدث من أزمات في سوريا كما فرضت السلطات التركية حظر التجول في المدن ذات الأغلبية الكردية شرقي وحنوبي شرقى تركيا ونشرت قوات الجيش في عدد من المدن الأناضولية ذات الأغلبية الكردية .
كما صاحبت تلك التظاهرات التى قامت في تركيا تظاهر عشرات الاف من الاكراد في كلا من المانيا وهولندا وسويسرا وتم اقتحام مقر البرلمان الاوربي من قبل الاكراد المتظاهرين في بروكسل كما قام النشطاء السياسيون العراقيون بممارسة الاحتجاج على ما يحدث في عين العرب .
وكان حزب العمل الكردستانى التركى قام بتهديد من الحكومة التركية بوقف تفاعلات السلام مع الحكومة التركية أذا سقطت مدينة عين العرب (كوبانى ) بيد تنظيم داعش الارهابي .
حيث تمكن تنظيم داعش الارهابي من دخول عين العرب من الجهة الشرقية ورغم سماح البرلمان التركى بتنفيذ عملية عسكرية من قبل القوات التركية ضد داعش لا ان الحكومة التركية قد أمتنعت باتخاذ قرار سريع بالتدخل ما أـثار غضب السكان الأكراد والجدير بالذكر ان الرئيس التركى قد اكد الاسبوع الفائت على ان التصدى لتنظيم الدولة داعش يفترض فرض حظر جوى وانشاء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية الا ان الولايات المتحدة ودول الأتحاد الاوربي لن يساغ لهم التدخل التركى بهذا الشكل .
الا انة بعض فرض السلطات التركية حظر التجول في ست محافظات جنوب شرق البلاد الاربعاء الفائت بعد مقتل 22 شخصا في اعمال العنف وانة هذا قد تعد الاولى منذ 1992 الذي تفرض حظر التجول ولقد ندد رئيس الوزراء أحمد أوغلو عمن سماهم بالرعاع الذين يقفون وراء تلك الهزات الامنية في تركيا هم من يصر على انهم يحاولون رسم سيناريو مسئولية تركيا عما يحدث في سوريا واضاف الى ان هناك ثمة معاملة الامور وفق المعايير المزدوجة سواء من المعارضة التركية أو دول الاتحاد الاوربي خاصة والمجتمع الدولى عامة .
كما أشار أوغلو الى ان هناك من يريد تدعيم فكرة ان امن عين العرب مسئولية تركية وعلى عاتق الرئيس التركى ولقد حمل أوغلو بان تطورات تلك الأزمة لابد ان يتحملها الدول الخمس الدائمى العضوية بمجلس الأمن اي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين .
الا ان الاحوال الجارية الان لا تبشر ببارقة أمل حيث استولت قوات داعش على حوالى 40%من بلدة عين العرب رغم استمرار القصف من قبل التحالف الدولى ضد قواتة كما شهدت أمس تواصل الضربات الجوية التى يشنها التحالف الدولى على داعش كما شهدت البلدة العديد من الانفجارات في قتال عنيف ما بين اكراد سوريا وقوات داعش الارهابية كما دعا اكراد عين العرب بضرورة انشاء ممرات امنية حتى يتثنى للمدنين العزل بالخروج من المدينة بعد استمرار قوات تنظيم داعش الارهابية بالاقتتال في البلدة حيث ترددت الانباء امس عن توخل داعش في بلدة عين العرب وتمكنها من اليسطرة على 50%من البلدة .
مبعوث الامم المتحدة :- كما شجع مبعوث الامم المتحدة الى سوريا تشجيع تركيا بالسماح للمقاتليين المتطوعيين بالمشاركة للقتال امام قوات داعش رغم شراستها حيث جاءت المقاتلات الكرديات لدعم قوة الاكراد السوريين في تلك المعارك الشرسة التى تعييد للذهنية الاوربية أزمة البوسنة والهرسك 1992 كما أكد ان رفض تركيا استخدام قواتها العسكرية للدفاع عن بلدة عين العرب هو ما أدى الى اندلاع شرارة العنف والشغب من قبل المتظاهرين الاكراد في تركيا كما أعلن وزير الداخلية التركى أبيديكان ان هناك أكثر من 30 شخصا قد قتلوا في الاحتجاجات .
المقاتلات الكرديات وداعش :- لابد لنا أن نذكر كيف قامت المقاتلات الكرديات اللواتى يقمن بمواجهة قوات داعش مع الرجال من قوات الاكراد الرجال وهن يقفن امام شراسة داعش تحت قيادة باكين غويلين حيث يسمون انفسهن بوحدات حماية المرأة حيث تاسست وحدات حماية المراة في عام 2012 وهى الان تضم الاف المقاتلات الكرديات ورغم ان داعش قد قتلت العديد من المقاتلات الاكراد الا ان ذلك دعمهن على الاصرار للقتال امام ضد داعش بمدينة عين العرب (كوبانى )باللغة الكردية ويذكر أن تلك المواجهات بين المقاتلات الكرديات وداعش لا تقتصر فقط حاليا على كوبانى بل تشمل عدة جبهات تمتد من الحدود السورية العراقية قرب معبر ربيعة الى مدينة رأس التين على الحدود التركية السورية .
الاكراد يتحدون التنظيم الارهابي داعش :- يعد التمكن والتفوق اساسان لمسلحى تنظيم الدولة الاسلامية داعش في مقابل ما يدافعون عن انفسهم نحو القضاء عليها في سوريا والعراق بالقصف الجوى كما أكد الرئيس التركى اوردوغان ان رئيس اركان التحالف الدولى الجنرال ديمسين يتوقع سقوط البلدة في ايدى داعش وما بعدها من بلدات تالية الا ان الاكراد السوريين يقاتلون داعش كحبا في الشهادة ورغبة في القضاء على قوات داعش رغم شراستها .
رؤية :- وهكذا نري نفس الازمة التركية على التوالى حيث ان رئيسها يعايش موقفيين مزدوجيين ومتناقضين وهو مابين رحى قطبين ان يفكر بالتدخل البري عبر أليات ترضى التحالف الدولى وتنجح امام قادة الوطن العربي فلقد تتدخل بشكل لا يرضيهم ويتعارض مع أستراتيجيتهم العسكرية ومن ثمة فان عدم المضى نحو هذا الحل يثير حفيظة الالف من الاكراد الاتراك والسوريين واتلمعارضة التركية والاحزاب التركية الاسلامية منهم والعلمانية واندلاع العنف والقتل ما بين الشرطة التركية واكراد تركيا وما بين اكراد سوريا واكراد تركيا وبذلك يقع على عاتق تركيا مالا تطيقية ولا تتحمل عواقبة رغم كونها حجر زواية في الشرق الأوسط .
وهذا من شأنة أن يزيد من تناقض الخطاب السياسي لأوردوغان ويبدو أن هو قدر الرئيس التركى وبما قدمت يداة أن يتحدث وفق ما لا يطيق وان لا يكون محل رضا الاتراك وودول الوطن العربي ودول الشرق الأوسط وقوات التحالف الدولى .