مصر الكبرى

08:50 مساءً EET

حاتم ندا يكتب … سيناء الاقليم الذى بجوار مصر

تبدو علاقة الاخوان مع حماس كاشفة للكثير من الخبايا مع خلفية قطرية شديدة الود والصداقة قد تكون ملتبسة لكنها معبرة وكاشفة عن الكثير وكما دعم الغرب حماس تصعيدا على حساب سلطة فلسطينية شائخة كى يتم عسكرة الصراع وتحييد اى حراك شعبى انتفاضى ليستطيع الكيان الصهيونى ان يمرر مخططاته نحو التهويد الكامل تم دعم الاخوان وتعبيد الطريق امامهم نحو صدراة المشهد السياسى المصرى كى يتم ايضا تقويض الحراك الشعبى الثورى فى مصر.

لذا دور حماس مازال مطلوبا فى المرحلة الجديدة ايضا رغما عن تناقض الخطاب الامريكى من وصمها بالتنظيم الارهابى ,وتاريخ تناقض الخطاب الامريكى من دعم انظمة فاشية واستبدادية فى اسبانيا وايطاليا وغيرها من دول العالم يفرض نفسه ومن هنا يمكن لنا فهم ازدواجية الدور القطرى من كونها قاعدة امريكية كبيرة فى المنطقة وفى نفس الوقت ممول اساسى لقوى الاسلام السياسى كحماس ومرشدهم الروحى فى مصركذا يمكن فهم الاصرار الحثيث لاخوان مصر والحاحهم فى دعم غزة بطريقة اثارت حنق واستفزاز عموم المصريين ممن يعانون ازمات خانقة لم يألفوها فى عهد المخلوع نفسه,لذا يثور التساؤل الحرج هل ان الاوان للفراغ الاستراتيجى فى سيناء والذى تم تمريره وفرضه على مصر كامب ديفيد مقابل السلام المزعوم وعلاقة خاصة بالغرب ان يمتلئ ويصبح فراغ عرقى استراتيجى,ان مايحدث فى سيناء يثير الريبة ويضع الكثير من علامات الاستفهام المرعبة مع خلفية مشهد دينى تتصاعد فيه تيارات عنف اصولية واخر رئاسى من طوفان مناورات وعروض عسكرية يحرص الرئيس على حضورها كحرصه على صلواته التليفيزيونية.سيناء الفارغة والخالية من السكان تلك المساحة الشاسعة والمتنوعة بشكل مبهر والحبلى بالكنوز والتى حرص المستعمر على تعميرها وااستغلالها من البديهى ان تكون قبلة الحياة والتعمير للوطن لكن الفراغ بديهى فهو مقصود كما ان العلاقة الشاذة والعدوانية ضد اهلها ليست وليدة المصادفة بالتاكيد ,لقد كانت مصر دوما هى العدو الاول للكيان الصهيونى عبر سلسلة من الحروب المتواصلة وعبر علاقة تاريخية ملتبسة ومعقدة القت ببنى اسرائيل لصحراء التيه والخروج من ارض اللبن والعسل وكما كانت الاردن دولة مصطنعة  تمثل منطقة عازلة اساسية وحدا فاصلا عن المناطق المقدسة لضمان الامن الاسرائيلى وهو اهم اركان السياسة الاسرائيلية التى تعتمد على الامن والانذاروالتعبئة المبكرة لاسباب تتعلق بقلة السكان ومحدودية المساحة  كان بالضرورة ايضا من وجود منطقة فراغ استراتيجى عازل وشبه خال من السكان بين مصر واسرائيل وهو امر له سوابق تاريخية متعددة فالدول الاقوى قد تفرض مثل هذه المناطق لاعتبارات الامن وتوازن القوى .لكن هل استنفذت الترتيبات السبعينية جدواها والمنطقة اصبحت فى حاجة الى ترتيبات او تعديلات اخرى بعد التغيرات السكانية والنوعية فى المنطقة والتى اصبحت تشكل قلقا متزايدا لدولة اسرائيل وهل هنالك حاجة الان لملأ الفراغ الاستراتيج بفراغ اخر لكن لكن مع وجود سكان اخرين خاصة مع الاتساع الشاسع لسيناء والحيز الضيق لغزة .قد يبدو الطرح خياليا بعض الشئ لكن الاحداث المتلاحقة وحركة التغيير كانت تبدو خيالية فى نظر الكثيرين ايضا كذا اللاجئون ومخيماتهم  فى المنطقة سابقا مازالوا فى عدة دول وانضمت اليهم تركيا مؤخرا وواقع الخطاب الاخوانى الرئاسى يثير الخوف من مساواة عزة بمصر بل تزيد ايضا واذا ما اخذنا فى الاعتبار الاستراتيجية الاساسية التى يعتمدها الاخوان وهى البناء القاعدى والتغلغل البطئ وسياسة الاهمال والصبر يضاف اليها الاموال القطرية المهولة والتغيرات الجغرافية المحتملة فى سوريا ولبنان والتى يمكن ان تمتد الى صراع اقليمى حرج وربما حرب متسعة فكل الاحتمالات واردة فهنالك اقليم خالى وشعب لاجئ ومال سياسى وغطاء شرعى دينى على اهبة الاستعداد كذا الغطاء الاستراتيجى الامريكى موجود والفاعل الصلب ايضا على الجانب الاسرائيلى حاضر دائما والشعب المصرى الذى ارهقته الازمات هو اضعف الحلقاتبالطبع لكن يبقى التوقيتوقد تبدو الفكرة منطقية لو تم التعامل معها بعقلانية اذا حسبت من حيث منطق المصلحة القومية ومن حيث وجود حكم قومى وطنى حقيقى فى مصر يتولى ادارة الترتيبات وهندستها واضعا مصلحة الوطن فى المقدمة لكن للاسف مع وجود تيار دينى حاكم ومصر على استبدال الهوية القومية بهوية دينية فتلك هى الكارثة خاصة فى حالة الضعف والاختراق الكاملة لكل التيارات الدينية فى المنطقة وكون الحاكم الجديد لم يرتقى الى حالة تسمح له ان يكون فاعلا بل مجرد مشارك مفعول به  لذا لن تؤدى هذه الترتيبات الى اثراء حالة تنوع حضارى ومادى فى شبه الجزيرة السيناوية بل سوف تؤدى الى مشاكل لا حصر لها تكون نتيجتها المنطقية المؤكدة احتلال مباشر او غيباشر وانفصال عن ارض الوطن  وبدلا من ان يكون عندنا هونج كونج فى سيناء نبتلى بجنوب لبنانى اخر.

التعليقات