مصر الكبرى
محمد ذكري يكتب … البحث عن مسجد !
من عجائب الدنيا التى نشاهدها هذه الأيام أنه فى ظل حكم إسلامى وفى دولة الأزهر فإننا نبحث عن مسجد للصلاه خصوصا فى صلاة الجمعه التى تتميز عن باقى الصلوات المفروضه بوجود الخطبه معها .
والحقيقه انه فيما مضى كنا نسمع النداء لصلاة الجمعة فنذهب لأقرب مسجد لأداء فريضة الصلاه وكل ما يشغل بالنا ونتمناه هو كفاءة الخطيب وتمكنة من أداء الخطبه بشكل مفيد يتحقق معه الحكمه من وجود الخطبه .أما الآن فإننا عندما نسمع النداء لصلاة الجمعه ونذهب للصلاة فإن أكثر ما يشغل بالنا فى الطريق للمسجد ، هل ستكون الخطبة فى تعاليم الدين أم هى محاضرة فى التوجيه السياسى أوالدعاية الإنتخابيه .وبعد كل مره نصطدم فيها بأن الخطبه ليست فى الدين وإنما فى السياسه ، تبدأ مرحلة البحث عن مسجد جديد للجمعة القادمة متمنين أن يوفقنا الله لأحد الخطباء من الذىن لا يدعون إلا لله وأن تكون خطبته بعيدة عن التوجهات السياسيه التى ليس المسجد مكانا لها خصوصا فى الصلوات المفروضه .فليس من حق أحد أن يستغل زيارتى للمسجد لإملاء آراءه وتوجهاته السياسيه على مسامعى ، ومن يرغب أن يتحدث فى السياسه يمكنه أن يدعو من يريد ذلك للقاءات تكون خاصة بهذا المجال وفى الأوقات والأماكن المناسبه .وهنا أنا أحذر هؤلاء الخطباء من أن هذا الأسلوب لن يحقق لهم سوى أن الكثيرين سوف ينصرفون عنهم فلا يسمعون منهم دينا ولا سياسيه وبهذا يكونوا قد فشلوا فى عملهم الأساسى وهو التوعية الدينيه المطلوبه وايضا هذا يخرجهم من الصوره المتميزه النقيه لرجل الدين إلى شخص يحمل وجهات نظر يتفق ويختلف معها البعض وبهذا هو يقلل من شأن رجال الدين بهذا التصرف .لقد شاهدنا مؤخرا وفى وقائع متعدده مشاحنات بين المصلين والخطباء بسبب الإختلاف على وجهات نظر سياسية بين المصلين والخطيب وهو أمر لم يكن معهودا من قبل فلم نسمع مره عن مصلى إختلف مع خطيب بسبب تفسيرة لآية ما أو شرحة لحديث معين .إن هذه الترهات التى تحدث يتحمل مسئوليتها أساسا من يقوم بالخروج عن النص وإستخدام المساجد فى غير ماهو منوط بها فى الأساس وكما هو معلوم فإن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع هذا بفرض أن هناك من منفعه أصلا من هذه التوجهيات التى تحتمل الصواب وأيضا تحتمل الخطأ .