مصر الكبرى

09:46 صباحًا EET

ما هي دلالات تصويب المصريين في الخارج

 
هل يمكن الاعتماد على نتائج تصويت المصريين في الخارج, في محاولة للتعرف على المرشح الذي سوف ينال الأغلبية في انتخابات الرئاسة بعد أيام, ويصبح أول رئيس لمصر في مرحلة ما بعد سقوط نظام يوليو. من المؤكد أن الظروف التي يعيش فيها المصريون في الخارج تختلف كثيرا عنها في الداخل, ورغم ذلك فإن نتائج الخارج قد تساعدنا في التعرف على اتجاهات الناخب المصري بشكل عام في انتخابات الرئاسة.

   وإذا ما استبعدنا ما حدث في دولة الكويت, التي حصل فيها مرشح الإخوان محمد مرسي على غالبية الأصوات, بسبب تأثر الجالية المصرية هناك بالتيار الديني الصاعد في الكويت والذي استخدم إمكانياته لمساعدة مرشح الأخوان – كما هو الحال في قطر – لوجدنا أن هناك خمسة مرشحين تقاسموا أغلبية الأصوات في الدول الأخرى, هم بهذا الترتيب: عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وعمرو موسى وأحمد شفيق ومحمد مرسي.
    ولو افترضنا تكرار هذه النتيجة في الانتخابات التي ستجري في مصر بعد أيام – وهو مجرد افتراض حيث أن الظروف تختلف تماما في الداخل عنها في الخارج – لوصلنا إلى نتيجتين: النتيجة الأولى هي عدم إمكانية حصول أي من المرشحين على نسبة 50 زائد واحد من الأصوات في الجولة الأولى, مما يعني أن انتخابات الإعادة هي التي سوف تقرر من يفوز من بين هؤلاء الخمسة. أما النتيجة الثانية فهي أن مجموع الأصوات التي حصل عليها مرشحي الإخوان كلاهما, أبو الفتوح ومرسي, تقل عن مجموع الأصوات التي حصل عليها التيار المدني, إذ أنها – بعد استبعاد أصوات دول الخليج التي لا تعبر عن الداخل المصري – لا تتجاوز ثلث أصوات الناخبين.
   نستنتج من هذا أن انتخابات الرئاسة سوف يجري إعادتها بين أبو الفتوح الذي تصدر المرشحين الخمس, وواحد من المدنيين الثلاثة: صباحي وموسى وشفيق. وبينما تبين استطلاعات الرأي في الداخل تفوق عمرو موسى على صباحي وشفيق, إلا أن هذا التفوق لا يتمثل في فروقات كبيرة, حيث يتقدم صباحي وشفيق كل يوم في استطلاعات الرأي مما يضع الثلاثة على مقربة بعضهم من الآخر.
   الشيئ الذي أكدته نتائج تصويت المصريين في الخارج هو أن الإخوان, رغم فشلهم في الحصول على التأييد الشعبي الكبير الذي حصلوا عليه في الانتخابات البرلمانية, إلا أنهم نجحوا في خداع الجماهير التي باتت تعتقد أن أبو الفتوح ليس إخوانيا وإنما هو من الإسلاميين المعتدلين. وفي الجانب الآخر, بينما نجح التيار المدني في كشف خداع الإخوان للجماهير, إلا أن إنقسام هذا التيار بين ثلاثة مرشحين لابد وأن ينتهي عندما يحصل واحد منهم على أغلبية تمكنه من منافسة أبو الفتوح في النهاية. عندئذ لن يكون أمام أنصار التيار المدني إلا التصويت لواحد من ثلاثة: حمدين صباحي الناصري وأحمد شفيق الذي يعتز بعلاقته مع مبارك وعمرو موسى الذي يقف بين الإثنين.
أحمد عثمان  

التعليقات