آراء حرة
د. ماهر حبيب يكتب: شيك على بياض
قبل الإنسياق وراء الدعوة التى أطلقها أبو مازن بالجرى وراء سراب الدولة الفلسطينية أرجو أن نراجع أنفسنا ونسأل الفلسطينيين أولا وقبل أى مزايدات ما هى الضمانات التى ستقدموها للمجتمع الدولى ليقبل بهذا الكيان الخطر ؟ وما هى مقومات تلك الدولة؟ وما هو الدستور الذى سيحكم ذلك الكيان؟ ومن سيحكمها وستحكم بماذا ولماذا؟
فمن غير المقبول أن يطلب أبو مازن الموافقة على الدولة الفلسطينية فنصفق ونهلل بسذاجة ونجرى وراء هذا الوهم دون أن نطمئن أننا بصدد دولة لا عصابة كيان آمن على المجتمع وليس شوكة فى ظهره حكومة مستقرة وليس تنظيم إرهابيا جديدا ويجب أن يجاوبنا المسئولين الفلسطينين على الأسئلة التالية
هل ستكونوا دولة أم ستمثلون التطور الطبيعى لجرثومة داعش؟
هل ستكونوا دولة أم ستكونوا فيروس القاعدة؟
هل ستكونوا دولة أم عصابة إرهابية؟
هل ستقبلوا الأخر سواء كان مسيحيا أو يهوديا أو حتى بدون دين؟
هل ستقبلوا أن تكونوا دولة مدنية علمانية أم الممثل الرسمى للدولة الدينية؟
هل ستكون دولة يحكمها أبو عباس أم هنية؟
هل ستلقوا ببعض من الأدوار العليا للصراع على الكرسى؟
هل ستمثلكم منظمة التحرير أم منظمة حماس الإرهابية؟
هل سيكون ولاءكم لوطنكم أم لتنظيم الإخوان الدولى؟
هل ستتوقفوا عن إثارة القلاقل وتدعيم الإرهابيين وتتوقفوا عن لعب دور البلطجى فى المنطقة بتنظيماتكم الإرهابية كأنصار بيت المقدس وأمثالها؟
هل سيحكمكم القانون وماذا أنتم فاعلون بالتنظيمات التى تتقاتل وتتناحر دون تحكم أو رقيب؟
فعندما تقدمون الضمانات بأنكم كيانا واحدا سيلتزم بالقانون الدولى و بمواصفات الدولة الموحدة وليست دولة ممزقة بين قطاع غزة الحمساوى الذى يسعى للإتحاد بداعش وقطاع الضفة الذى يريد الحياة بعيدا عن الدماء والإنفجارات ….فإذا كنتم جاهزون للتضحية بإرهابكم وإشتياقكم للدم والخراب فأهلا بكم أما إذا كنتم كما أنتم اليوم فلن نقبل أن نوقع على شيك على بياض فنحن بصدد دولة إما أن تقيم سلاما بالمنطقة أو أن تكون خراجا مزمنا أو حتى سرطانا يقضى على ما تبقى بالمنطقة.