ثقافة
أخد العيدية وتناول الفتة وأرتداء الملابس الجديدة في العيد هي في الأصل عادات لدي الفراعنة والمماليك
قال الباحث الأثرى سامح الزهار، أن العيدية والفتة وأرتداء الملابس الجديدة في العيد هي في الأصل عادات تاريخية قام بها الفراعنة والمماليك حيث اعتاد المصريين تناول الفتة مع لحوم الأضاحى في عيد الأضحى، وترجع أصل هذه الوجبة، إلى مصر الفرعونية، حيث عرفها المصرى القديم، فقام بوضع الخبز على مرق اللحوم واللبن، مشيرًا إلى أن سبب تسميتها بـ”الفتة يرجع إلى أنها تصنع من فتات الخبز”.
أما بالنسبة للعيدية التى تمنح للأطفال فى الأعياد، فقال “الزهار”، إنها تعود للعصر المملوكى الممتد بين 1261، و1517م، وكانت تعرف بـاسم “الجامكية”، وكانت عبارة عن دنانير ذهبية، وفضية تصرف بأوامر سلطانية إلى الجنود خلال أيام العيد، فتوضع فى أطباق خاصة مزينة، ومزخرفة، وبجانبها حلوى.
كما تابع “الزهار” قائلا” أن عيد الأضحى،كان يسمي بعيد النحر فى العصر المملوكى، وكانت الأضحية تمثل حدثا اجتماعيا كبيرا، إضافة إلى كونه حدثا دينيا، حيث كانت الأسر المصرية تأتى بخروف العيد قبل حلول عيد الأضحى بخمسة عشر يومًا، ويتم الاحتفاظ به أعلى المنازل، ليتم ذبحه حسب الشريعة الإسلامية بعد صلاة العيد، عملاً بقول الله “فصل لربك وانحر”، ثم يقوم المضحى بعد ذلك بتوزيع لحوم الأضاحى على الفقراء، والمساكين، والأقارب، والأصدقاء.
كما قال الباحث الأثري أن حرص المصريين فى تلك الفترة على أن يستقبلوا العيد بالملابس الجديدة، وإهداء بعضها إلى طائفة الخدم، وإعطاء العيدية لأبناء الخدم مما يترك أثرا طيبًا فى نفوسهم، دليلاً على المودة، والمحبة التى أمرنا بها الإسلام، وبعدها يخرج الناس إلى الحدائق العامة والمتنزهات، وكان أشهرها في ذلك الوقت “بساتين الجيوشية”، وكذلك “قصر الورد” بالخاقانية وكانت من خاصة أملاك الخليفة.
كما ذكر الزهار طقوس العيد فى العصر المملوكى، فيقول، كانت مدافع القلعة تطلق طوال أيام العيد، أما عن الأمهات فكانوا يرسلن لبناتهن المتزوجات حديثًا فى ليلة أول العيد سلة من لحوم، وعيدية ويطلق عليها “الزيارة”، كان البعض يفضل أطباق اللحم والبصل والطحينة والثريد، أى الفتة.
ويستكمل “الزهار” حديثة قائلا كانت بعض النساء تقوم بزيارة مقابر موتاهم فى صباح العيد حاملين سعف النخيل، والريحان لتوضع فوق القبور، وكانوا يحملون معهم أيضًا الفطير، والخبز المحشو باللحوم، وقد ينصب البعض خيام بجوار القبر إذا كانت الزيارة ستستمر اليوم بأكمله.