عرب وعالم
المعارضة التركية عن هجوم أردوغان على مصر: يخون المصالح القومية التركية الأساسية وقد يتم إقالته قريبا
انتقد أحد كبار القادة السياسيين اليساريين بتركيا تصريحات وسلوك رئيس الجمهورية التركى رجب طيب أردوغان تجاه مصر، وقال أن تصريحاته تفقد عنصر الأهمية يوما بعد يوم”.
وذكر دوغو برينتشيك، زعيم حزب العمال التركى اليسارى أنه “فى ضوء طلب وزير الخارجية التركى لقاء نظيره المصرى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يبدو جليا أن موقف أردوغان يزداد عزلة، حتى داخل الحكومة التركية، ويرجع طلب وزارة الخارجية التركية إلى الاتجاه العام لتعزيز التعاون الإقليمى فى منطقة الشرق الأدنى والتى تواجه مشكلات مشتركة خاصة بالأمن والإرهاب من ناحية والتوجه إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة من ناحية أخرى”.
وقال برينتشيك أن هذه الأوضاع “تجبر بلدينا – تركيا ومصر – على تعميق التعاون، وبلا شك فإن كلمات أردوغان تفقد المزيد والمزيد من الأهمية، فضلا عن ظهور تساؤلات مؤخرا حول إمكانية إكمال ولايته كرئيس للجمهورية، فهو يخون المصالح القومية التركية الأساسية وقد يتم إقالته قريبا” – على حد تعبيره -.
وردا على سؤال حول تقارير من عدة جهات تؤكد ضلوع تركيا فى محاولات زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط ودعم الإرهاب، قال برينتشيك أن “أردوغان لا يدعم الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل فى وطننا تركيا أيضا، حيث خضع لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية للاستمرار فى عملية التفاوض مع وإضفاء الشرعية على منظمة حزب العمال الكردستانى (بي.كيه.كيه) الإرهابية”.
وأضاف أنه حدث مؤخرا أن تم تصوير عضو بالبرلمان التركى ينتمى للذراع السياسى لمنظمة بي.كيه.كيه أثناء إلقائه الحجارة على أعضاء بالجيش، ولم تستجب الحكومة لهذا الفعل إلا بإلقاء الورود، مؤكدا أن الأمة التركية لن تقبل هذا السلوك.
واستطرد قائلا ” إنه فى ظل عزلة أردوغان ونهايته المحتملة، فإن دعمه الذى يقدمه بهدف تقسيم سوريا والعراق علاوة على دعمه لجماعة الإخوان المسلمين سينتهي، أما فى الوقت الحالي، وعلى الرغم من تفهمنا لردود الأفعال المصرية، إلا أنه من المهم جدا ألا يخلط الشعب المصرى أردوغان بإرادة الأمة التركية”.
وحول رؤية حزبه للسبل التى يمكن اتباعها لإصلاح العلاقات التركية-المصرية، قال برينتشيك “قريبا جدا سنظهر بصورة عملية الفارق بين موقف أردوغان وإرادة الأمة التركية فيما يتعلق بالعلاقات التركية-المصرية، ونحن كحزب العمال التركى أعربنا عن تحيتنا الكبيرة وتقديرنا بشكل علنى لثورة 30 يونيو، وسنقوم بتنظيم سفر وفد على أعلى المستويات، ويتكون هذا الوفد من أحزاب سياسية مختلفة وممثلين عن منظمات المجتمع المدنى لزيارة مصر”.
ولفت أن هذا الوفد سوف يطالب علانية بإعادة انفتاح العلاقات الدبلوماسية والتعاون بين هاتين الدولتين المهمتين بمنطقة الشرق الأوسط، فى إشارة إلى تركيا ومصر.
وقال برينتشيك ” على المدى المتوسط سوف نشكل حكومة وطنية فى تركيا تدافع عن وحدة وطننا وتدعم علاقات التعاون بيننا ودول الجوار، والتى تعتبر مصر فيها واحدة من أهم الدول العربية، خاصة أن مصر تلعب بلا أى شك دورا غاية فى الأهمية، وأن هذا أيضا سيقودنا إلى إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية بين بلدينا تركيا ومصر”.
وفى سؤال حول ما يتردد من تعمد الرئيس أردوغان إفساد محاولات الحكومة التركية لتحسين العلاقات مع مصر، قال برينتشيك إنه يتفق مع هذا الطرح، وخاصة أن أردوغان يفقد السيطرة تدريجيا على الحكومة بسبب منصبه الجديد كرئيس للجمهورية، إضافة إلى أنه عمليا على مسافة بعيدة من العمل اليومى للحكومة.
وأضاف أن “القصر الجمهورى فى واقع الأمر هو الذى يمثل المخبأ الوحيد لأعضاء جماعة الإخوان، ولكن أردوغان لن يتمكن من الاحتفاظ بهذا الموقع طويلا، فى ظل الأزمة الاقتصادية المقبلة عليها تركيا والتكلفة الكبيرة التى ستتحملها تركيا بسبب تدهور العلاقات مع مصر”.