الحراك السياسي
أمين عام حزب الدستور يستقيل من الحزب بسبب تغليب الثرثرة على النقاش
تقدم الدكتور ياقوت السنوسى، الأمين العام لحزب الدستور، باستقالته من الحزب، اليوم الثلاثاء، مؤكدًا فى نص استقالته: “جاهدنا طوال الفترة السابقة فى سبيل خلق وسط صحى ملائم للعمل الجماعى من خلال زرع ثقافة الديمقراطية والحوار، وقبول الآخر والسلام، لكن أبى البعض إلاّ أن تغلب الثرثرة على حساب النقاش البناء، والمزايدة الكاذبة على حساب تقديم الحلول الجادة، والتجريح على حساب الاحترام المتبادل، والفرقة على حساب التوحد والاتفاق”.
وفى اتصال هاتفى بالدكتور ياقوت السنوسى الأمين العام لحزب الدستور، أكد فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أنه تقدم باستقالته للهيئة العليا للحزب وأنه بانتظار البت فى هذه الاستقالة.
وجاء نص الاستقالة كالتالى:
السادة أعضاء الهيئة العليا السادة أعضاء المؤتمر العام السادة أعضاء الحزب تحية طيبة واعتزاز… لقد عشت بحزب الدستور مؤسسًا، وعضوًا، ثم رئيسًا لمجلس حكماء محافظة البحيرة، فأمينًا عامًا لها، فأمينًا عامًا للحزب.. ويعصف بى حلمًا بوطن قوى، آمن، نحيا فيه بمبادئ ثورة يناير العظيمة من العيش الكريم، والحرية الكاملة، والعدالة الاجتماعية السليمة.
وعملت منذ اللحظة الأولى ــــــ لم آلو جهداً ـــــ فى بناء كيان مستقر، منظم، يرعى المبادئ والقيم، ويندمج فى الحياة السياسية المصرية بشكل صحيح وفقاً للقانون والأعراف السياسية العريقة. لم أدخر عملاً فى تحقيق منظومة إصلاحية محترمة يساهم فى نجاحها كل أعضاء الحزب على اختلاف آرائهم وتباين وجهات نظرهم. لكن ساءنى كما ساء كل مخلص بالحزب ما اقترفه البعض من أعمال تقاصى المفهوم الحزبي، وتبتعد بالكيان من ساحة الجدية والمشروعية (التى تأسس الحزب من خلالها) إلى ساحة الاحتجاج ونضال الشوارع.
لقد بدأنا يوم بدأنا بتقديم توكيلات التأسيس باعتبارنا سوف نقتحم السياسة عبر آليات محددة من المعارضة البناءة، والإصلاح، والتنوير، وتقديم البدائل والحلول، وامتلاك الأغلبية الشعبية وثقة الناخبين، والمساهمة فى الحوكمة والتقنين بالوسائل الشرعية والتى تنأى بشدة عما يقوم به هؤلاء الذين لم يستوعبوا ماهية العمل السياسى والممارسة الحزبية القويمة فنفذوا ثورة الهدم داخل أروقة الكيان فنقضوه.. وسيطروا على الحلم فأحبطوه.. وكانوا الأعلى صوتًا وأكثر جلبة وجرأة على الهدم من غيرهم أصحاب الحكمة والعقل على البناء.
إننى اعترف بتقاعسنا فى الدفاع عن الحلم، ونَفَسُنا القصير فى المقاومة من أجل الحزب.. ولكنه من المفترض أن نوفر مجهودنا للحرب الضروس التى تدور رحاها فى المشهد المصرى، والمنافسة الشرسة من كل التيارات والأشخاص. لقد كان هدفنا أن نستقر ونعلو لنحوز الأغلبية؛ ومن ثم نساهم فى صناعة مرحلة يسودها التعاون، وروح الفريق بعيداً عن الأنانية، والانتهازية، وحب الذات والظهور، ومحاولات الصعود المنفرد، شعارها الفرد للمجموع والمجموع للفرد.
لقد جاهدنا طوال الفترة السابقة فى سبيل خلق وسط صحى ملائم للعمل الجماعى من خلال زرع ثقافة الديمقراطية والحوار، وقبول الآخر، والسلام.. لكن أبى البعض إلاّ أن تغلب الثرثرة على حساب النقاش البناء.. والمزايدة الكاذبة على حساب تقديم الحلول الجادة.. والتجريح على حساب الاحترام المتبادل.. والفرقة على حساب التوحد والاتفاق. لقد قررت بحزن بالغ، وضمير مستريح فى آن واحد أن أقدم استقالتى إليكم من منصبى كأمين عام ومن عضوية الحزب معًا ليهنأ غيرى بكيان أثقله كثرة الزاعقين فصمت.. ووفرة معاول الهدم فهوى.
أتقدم باستقالتى فخورًا بما مضى من العمل مع أعضاء على قدر كبير من الفهم وتحمل المسئولية والجدية والالتزام متمنياً لهم كل الخير والنجاح والتوفيق. أتقدم باستقالتى لأظل متسقاً مع مبادئى فى أن مصر تسمو على أي كيان أو منصب ولتذهب كل المناصب وليبقى الوطن.
أتقدم باستقالتى حاملاً للجميع الحب الدائم والود الموصول والإيمان العميق بالحلم.
أ.د/ ياقوت السنوسي