عرب وعالم
بركان يثور وسط اليابان ويقتل 4 .. وتحذيرات من ضحايا جدد
لقي أربعة أشخاص حتفهم في ثوران غير متوقع لبركان جبل اونتاكي في وسط اليابان، في حين تخشى السلطات أن يكون 27 من المتنزهين قتلوا عندما فاجأتهم سحب الرماد والحجارة التي اطلقها البركان السبت.
واكدت سلطات منطقة ناغانو وفاة الرجال الاربعة بعد نقلهم الى اسفل الجبل. ويخشى على مصير المتنزهين السبعة والعشرين الاخرين الذين لا يزالون قرب القمة.
واعلنت فرق الاغاثة العثور على 31 شخصا “اصيبوا بسكتة قلبية قرب القمة” بحسب ما اكد ناطق باسم الشرطة وحاكم ناغانو لفرانس برس، وغالبا ما تستخدم السلطات اليابانية هذه العبارة ريثما يؤكد الاطباء الوفاة.
وقال أحد عناصر الاغاثة لقناة ان اتش كاي في “لا احد كان يتصور ثوران هذا البركان، لم اتوقع ذلك”.
وقال ان “الرماد الرطب يهطل كالثلج المبلل، وكانه مطر من الاسمنت” يعلق بالثياب والاحذية التي تصبح ثقيلة جدا حتى يصعب المشي.
واضاف “سرعان ما احاط بنا بخار اسود كثيف، كان أحلك من الليل تنعدم فيه الرؤية تماما، حتى ان بعض افراد الفريق ظنوا انهم مقبلون على موت محقق، انه لامر مرعب”.
واكد عالم البراكين الفرنسي جاك ماري بردينتزيف ان مباغتة ثوران البركان “ظاهرة استثنائية”.
واوضح “في العموم عندما تعود ثورة بركان وخصوصا بعد 30 او 40 عاما، نعتبر ان لدينا فترة من الوقت من 24 الى 72 ساعة لاستباق الحدث” وتحذير السكان.
ولم يستطع رجال الاغاثة الذين “علقوا عملياتهم عصرا بسبب كثافة غاز الكبريت” سوى نقل الضحايا الاربعة نظرا لحالتهم التي كانت ميؤوسا منها على ما يبدو.
واصب العشرات من بين نحو 300 كانوا بالقرب من القمة عندما بدأ البركان ينفث الحجارة والدخان والرماد الكثيف.
ويبلغ ارتفاع بركان جبل اونتاكي 3067 مترا ويقع بين منطقتي ناغانو وجيفو.
وهذا الثوران النادر هو الاول منذ 35 سنة لهذا البركان.
وفر معظم المتنزهين بعد ان تملكهم الذعر، مخبئين رؤوسهم ووجوههم لعدم الاختناق وفق شهادات وشرائط فيديو صورها هواة، لكن لم يستطع ما بين 45 و49 شخصا -حسب تقديرات السلطات المحلية- النزول وقضوا ليلتهم في اكواخ خشبية قريبة من القمة.
ولف غطاء رمادي الارض والمنازل وبلغت سماكته في بعض الاماكن عشرين سنتمترا في مشهد يشبه تضاريس القمر، حسب ما بينت الصور التي بثتها قنوات التلفزيون.
وقال احد عناصر الاغاثة في سفح البركان “عندما نقترب من القمة، يتنشر الرماد في كل مكان” مؤكدا ان “الاقدام لا تغرق فيه كما في الرمال المتحركة، انه جامد”، متحدثا عن “عمل صعب بسبب قوة المنحدر”.
ويشارك في عمليات الاغاثة 550 جنديا وشرطيا واطفائي.
وكان البخار ينبعث الاحد من قمة البركان مع مخاوف من تناثر الرماد على محيط اربعة كيلومترات، وفق وكالة الارصاد الجوية.
ودعا مكتب حاكم المنطقة السكان الى عدم الاقتراب من البركان الذي اغلقت الطرق المؤدية اليه مطالبا اياهم بحمل اقنعة في المنطقة المحيطة التي قد يتم توسيعها حسب اتجاه الرياح.
وحتى الان لم يقذف البركان حمما لكن ذلك قد يحصل لاحقا كما حذر خبير جامعي.
ووجهت وسائل الاعلام والحكومة توصيات حول كيفية التصرف في حال استنشاق الغبار او الشعور بالتهاب في العينين.
وتعطلت حركة الملاحة الجوية قليلا السبت قبل ان تعود الى طبيعتها، ويبدو ان الرماد ارتفع الى عشرة الاف متر وتم تحويل مسار الطائرات تفاديا لسحب الدخان.
ولم يشهد جبل اونتاكي اي فورة منذ 1979 عندما قذف اكثر من 200 الف طن من الرماد. وشهد البركان ثورانا اقل حدة في 1991 وتسبب في زلازل في 2007.