الحراك السياسي

10:39 صباحًا EEST

مرصد الإفتاء يحذر من تنامي ظاهرة الجهاد العالمي

في أحدث إصداراته حول تنامي ظاهرة قدوم مقاتلين أوربيين في صفوف “منشقي القاعدة” أكد تقرير لمرصد الفتاوي التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن ظاهرة الجهاد العالمي في سوريا والعراق أصبحت محور اهتمام العديد من مراكز الفكر والرأي العالمية، والتي حاولت استكشاف أبعاد الخطاب الجهادي وتداعيته على المنطقة والعالم.

 وشدد التقرير على أن الخطاب الجهادي يلقي رواجًا في عدة بلاد أوروبية، مما يعد استنساخًا لحقبة الثمانينات والتسعينات في حروب أفغانستان والشيشان وغيرهما.

 وأشار التقرير إلى أن أغلب التحليلات تؤكد أن الجانب الديني هو الدافع الرئيسي لإنضمام المقاتلين في صفوف داعش، وظهر ذلك من خلال تحليل خطاب العناصر الجهادية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي رصدها مرصد دار الإفتاء والذي بيَّن أن الجانب الديني كان محفزًا أساسيًا للإنضمام لصفوف الجماعات المسلحة حيث يعتقد الكثيرون أن القتال في سوريا والعراق هو قتال شرعي في سبيل الله وتحقيق لحلم الخلافة الإسلامية.

 وأضاف تقرير مرصد دار الإفتاء أن البعد المذهبي للصراع في المنطقة كان أحد أهم دوافع انضمام المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية، وأن تسارع وتيرة تدفق بعض الجهاديين من أوروبا والدول العربية كان مرده إلى تدخل حزب الله اللبناني صاحب الإنتماء الشيعي، ومن ثم رصد مرصد دار الإفتاء المصرية تنامي الفتاوى الدينية الداعية إلى الجهاد داخل سوريا.

 كما أوضح التقرير أن تنامي تدفق المقاتلين من عدد من الدول الأوروبية على سوريا والعراق وانضمامهم لصفوف “منشقي القاعدة” يمثل تهديداً حقيقياً لهذه الدول، وهو ما انعكس في تصريحات المسئولين في هذه الدول وتخوفهم من قيام بعض هذه العناصر الإرهابية بأعمال عنف داخل أوروبا حال عودتهم.

 وقال التقرير إن العناصر المقاتلة في صفوف منشقي القاعدة، والتي جاءت من دول أوروبية كثيرة اعتمدت على وسائل الإعلام الاجتماعية للترويج لأفكارها، حيث رصد مرصد دار الإفتاء ازدياد عدد الصفحات التي تم أنشاؤها للترويج لما يسمى بالجهاد في العراق وسوريا على مواقع الفيسبوك وتويتر واليوتيوب باللغات الأوروبية.

 وأشار التقرير إلى صعوبة الرقابة والتضييق على الفضاء الإلكتروني نظراً لإنتشاره الشديد، وكذلك القوانين التي تُعلي من فكرة حرية العمل والحركة داخل هذه الدول.

 واقترح التقرير أنه مع تنامي ظاهرة تدفق المقاتلين الأوروبية فإن الحلول الآمنية لن تجدي على المدى الطويل، مشدداً على ضرورة تبني إجراءات وقائية والقيام بحملات توعية منظمة لمنع انخراط الشباب الأوروبي والوقوع فريسة لمثل هذه التنظيمات الدموية.

 وشدد التقرير على ضرورة وضع استراتيجية فكرية متكاملة لمواجهة التنظيمات الإرهابية يتم التركيز فيها على فتح حوارات مباشرة مع الذين وقعوا في براثن التطرف سعياً لإعادة تأهيلهم، مع ضرورة الاستفادة من التجربة المصرية في التعامل مع هذه العناصر الإرهابية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ونجاح هذه التجربة بشكل كبير في إعادة قطاع كبير من العناصر الإرهابية إلى صفوف الإعتدال.

 وأكد التقرير على ضرورة إنشاء صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي باللغات الأجنبية للرد على دعاوي هذه الجماعات الإرهابية وتنفيذها بشكل علمي، وهو ما قامت به دار الافتاء المصرية مؤخراً سعيًا منها لمواجهة التحدي الأكبر المتمثل في تحصين الشباب من الوقوع فى براثن هذا الفكر المنحرف.

 

 

التعليقات