مصر الكبرى
د. سليمان العطار يكتب … ساندي ليس مأساة!
الإعصار ساندى ليس مأساة ولا حتى كارثة بمفهومنا للكارثة . سكان الشاطئ الشرقى للأمريكتين يعيشون على حافة هاوية المحيط الهادى ، الذى ليس هادئا فى شىء .
إنه أكثر المحيطات والبحار تمردا وثورة، وإعصار ساندى واحدا من أعاصير لا حد لعددها ، وإن كانت الأعاصير العظمى محدودة العدد . وبحذاء الشاطئ حزام زلازل عظمى يمتد بامتداد الساحل بطول الأمريكتين . وهى زلازل كثيرا ما تجلب تسونامى لوجود مركزها فى المحيط . وسكان هذا الشاطئ متعودون على استقبال الأعاصير والزلازل كجزء حميم من الواقع ، ويعرفون كيفية التعامل معها .وقد عشت فى تشيلى زازال بقوة 9 ريتشارد وتصورت أننا فى يوم القيامة . وقد زرع هذا الواقع فى أذهان هؤلاء السكان روح التحدى ومنح شخصياتهم قوة نادرة ، وقد دفع هذا الولايات المتحدة للتقدم المادى والروحى ، كما دفع سكان دول أخرى روحا مرحة محبة للحياة خبيرة بفن الحياة مبدعة لأروع الإبداع الأدبى والفنى . الحديث عن مأساة وعن شماتة البعض هو عيش فى الوهم الناجم عن عدم المعرفة . لقد عشت فى تشيلى هذا الجو الدراماتيكى ، ولم يكن ينزعج أحد إلا القادمين من عالم الهمود والخمود الصحراوى أمثالنا . ولا شك أن الحضارة المصرية القديمة تدين لروح التحدى التى زرعها فيضان النيل فى المصريين . لقد كان الفيضان يأتى كل عام فيخفى معالم الأمكنة ويدمر المبانى ويزرع الفناء ، فبحث المصريون عن الخلود ، وعلمهم الفيضان العلوم المختلفة لصنع الخلود-علوم الزراعة والكيمياء والتحنيط والعمارة الهائلة التى تتحدى الزمان . وقد تغير المصريون وفقدوا روح التحدى تدريجيا ببناء السدود والقناطر على النيل ، ولم يبق منها إلا ما اختزنوه فى العقل الجمعى .لا توجد مأساة بسبب ساندى وإنما المأساة هى عيشنا فى الوهم وطريقتنا فى التفكير المبنى على تصور ضيق مقفل للحياة حسب نظام ثقافتنا المهترئ حاليا . إذن فضوها سيرة وتخلوا عن تعاطفكم أو شماتتكم وبدلا من ذلك تعرفوا على جغرافيا العالم ونظام حياة الشعوب الأخرى . ساندى مثل كل أعاصيرهم موتور التقدم الذى أحرزته أمريكا . وبالمناسبة زلازل اليابان التى لا تتوقف وراء تقدم اليابان . إذن مرة أخرى كفايه وفضوها سيرة ملأت صفحات الفيس بوك بناء على أوهام