الثورة في التليفزيون يا روح أمك

المهم أن الضباط أوقفوا الباص في الكمين وسألوا من فيه عن هوياتهم بمن فيهم الدكتور تقادم الذي قال للضابط انه في لجنة تقصي الحقائق وانه سيتحدث الي مستشار الرئيس و .. و.. ولكن الضابط لم يسمع وانهال علي الدكتور تقادم ضربا حسب رواية الدكتور، رغم أن البوليس يقول أن هناك رواية أخري . المهم بالنسبة لنا هو تلك العبارة الفارقة التي قالها الضابط، عبارة تتجاوز هذا الحادث الفردي لتعبر عن حالة وطن: الثورة ف التليفزيون يا روح أمك . نعم هنا في الصعيد الثورة لم تحدث .. من يقرأ كشوف من دخلوا كلية الشرطة هذا العام ومن دخلوا سلك النيابة والقضاء يعرف أنهم من أبناء الضباط في حالة الشرطة ومن أبناء القضاة في حال القضاء واللي عنده كلام غير كده ينشره ، وبالفعل في هذه الحالة صدق الضابط الصغير الذي يعرف نبض مصر عندما قال للدكتور " الثورة في التليفزيون يا روح  أمك " . عندنا في قنا مثلا كان محافظ قنا قبل الثورة هو عادل لبيب والآن بعد الثورة محافظ قنا هو ايضا عادل لبيب. رغم أن الثورة قامت في الإسكندرية ضد عادل لبيب. وكأن نساء مصر عقمت ان تنتج محافظا لقنا الا عادل لبيب. واللي يقول غيركده حنعمل له قضية مخدرات كما لبس الضابط الدكتور تقادم قضية مخدرات. في حالة قنا وسوهاج واسوان واسيوط وبني سويف والمنيا حتى هرم خوفو " الثورة في التليفزيون ياروح امك". الثورة عند منى الشاذلي وريم ماجد ويسري فوده واثرياء الثورة الذين اصبحوا كاثرياء الحرب او اثرياءالنظام البائد. الثورة هي تغير وعي شعب مش تلبيس طاقية ده لده. فشلنا جميعا في ان نوصل الثورة للناس خارج الاستوديو لأننا فشلنا في قول الحق. فشلنا في الوقوف ضد الفساد وضد عقلية الفساد. الصورة اتغيرت ولكن الأصل هو هو. الثورة مش صورة، في الثورة الرك ع الأصل.  والأصل متغيرش . ولهذا لابد وان نفكر جميعا في معنى ما قاله الضابط الصغير الذي اخرج لسانه للوطن قائلا " الثورة ف التليفزيون يا روح أمك ".
رئيس التحريرجمال فندي