آراء حرة
عمرو الباز يكتب: السينما مرآة الواقع
دائما ما يخرج علينا صناع السينما بهذه المقولة الشهيرة بأن السينما هى مرآة الواقع وهم فقط يرصدون ما يحدث ويصورونه ويأتون بالقصص التى تملأ الشاشات والسينما من الواقع الذى نعيشه دائماً هكذا هم يتحدثون.
وهذه المقولة هى مقولة حق يراد بها باطل فعلى مدار السنوات الماضية والواقع الذى يتحدثون عنه لا يخرج إلا الفاسدون والمرتشون والراقصات وتجار المخدرات فقط ولا يخرج لنا أى شئ آخر نجد الظباط فاسدون القضاة فاسدون الوزراء فاسدون الأطباء فاسدون الجميع عندهم فاسدون وهم يرصدون ويصورون !!!!! ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة أب كان يتعب ويشقى من أجل تربية أبنائه وتعليمهم ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة أم فقدت زوجها وعاشت عمرها كله تعمل وتربى أبنائها بشرف ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة شاب واحد من ضمن ملايين الشباب لا يجد فرصة واحدة للعمل وذهب ليعمل بالخارج ليعود مرة أخرى إلى وطنه ليستقر به ويحقق نجاحاً.
ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة قصة شاب كافح وكان يحفر بالصخر من أجل أن يعيش عيشة كريمة حتى تحقق له ما أراد ؟ ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة شاب فى الصعيد أو فى الأقاليم كان يذاكر ليلاً ونهاراً لتحقيق حلم بعيد المنال بأن يصبح أستاذاً ودكتوراً بالجامعة ؟ ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة فتاة كانت تتعلم وتعمل فى ذات الوقت لمساعدة أسرتها الفقيرة جداً ومساعدة أشقائها فى التعليم ؟ ألم ترصدوا ولو لمرة واحدة إنسان كان يعيش بشرف وأمانة ؟ ألم ترصد الكاميرات وأعينكم ولو لمرة قصة من آلاف القصص الجميلة التى تصلح لأن تكون نماذج مشرفة للكثيرون وإن لم ينالوا حظهم من الشهرة فى نجاحاتهم المتعددة ؟ دائما ما ترصد كاميراتكم واقعكم أنتم الذى تعيشون فيه واقع تخرج منه الروائح الكريهة واقع لا يعلمه إلا أنتم فقط ولا يراه إلا أنتم فقط والمشاهدين عبر الشاشات بعد ذلك .
نحن لسنا مسئولين عن واقعكم القذر الذى تعيشون فيه بل نريد أن نرى واقعنا نحن الذى نراه من حولنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة نريد أن نرى أصدقائنا وأخواتنا وآبائنا هؤلاء هم النماذج المشرفة بحق . أما واقعكم المخجل هذا لا نريد أن نراه مرة أخرى