سياحة وسفر
وزير السياحة يكشف عن ثورة تعيد لمصر ريادتها العالمية
عبر وزير السياحة المصري هشام زعزوع عن تفاؤل شديد بمستقبل السياحة المصرية، بعد استعادة السياحة العربية، وخاصة الخليجية، وبداية عودة السائح الأجنبي، بعد رفع 8 دول لقرارات حظر سفر مواطنيها إلى مصر.
وكشف أن الحكومة ستطرح الشهر المقبل قطع أرض في الساحل الشمالي للاستثمار وسط مشروع عملاق على البحر المتوسط، وصفه بأنه “منجم الذهب السياحي الذي لا يقل أهمية عن شرم الشيخ والبحر الأحمر”.
وأشار زعزوع إلى أن السياحة المصرية مرت بأزمة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، تختلف عن الأزمات السياحية العارضة التي واجهتها سابقا لكنه أوضح أن السياحة دخلت مرحلة جيدة بداية العام الجاري، مؤكدا أن السياحة المصرية تمرض لكنها لا تموت.
وقال إن النصف الثاني من عام 2013، كان أسوأ من النصف الأول، بسبب الأحداث الأمنية والتطورات السياسية الساخنة، وتحذيرات الدول لمواطنيها من زيارة مصر، حيث سجلت السياحة انحدارا لم يسبق له مثيل حتى عن المستويات السيئة التي سجلتها في عام 2012.
وقال إن “العالم كله يشهد عمليات ارهابية، ولا توجد دوله قادرة على تحقيق الأمان بنسبة 100 بالمئة، لكن ما يدفعنا للتعجب، لماذا لم تعلن الدول حظر السفر لبريطانيا مثلا، عندما حدثت بها تفجيرات في المترو؟”.
وكشف الوزير عن استراتيجية تتضمن حزمة إجراءات وخطط للترويج السياحي، بينها استخدام أساليب وتقنيات العصر الحديث مثل الترويج عبر الإنترنت وإنتاج أفلام من قبل وزارة السياحة لبثها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المرئي، ودعوة المشاهير في مجال الفن لزيارة مصر.
وذكر أن الوزارة تحاول تذليل الصعاب أمام شركات الانتاج الفني والسينمائي الأجنبية لتقديم صورة مشرقة للسياحة في مصر.
وأشار إلى أنه تم بالفعل تصوير فيلم أميركي في مصر، وتلقينا طلبا من شركة سينمائية هندية كبيرة لانتاج فيلم بعنوان “الحب في القاهرة”.
وقال إن تلك الأفلام تصب في صالح الترويج السياحي، إضافة إلى الأفلام القصيرة والاعلانات الترويجية وتقديم برامج تحفيز وعقد مؤتمرات دولية.
وكشف عن إحياء “أوبرا عايدة” في أكتوبر المقبل في ذكرى مرور 107 أعوام على عرضها الأول مع بداية حفر مشروع قناة السويس في مصر.
وأشار إلى أنه سيتم اعادة افتتاح مقبرة نفرناري للزائرين بأعداد محدودة يوميا في ذكري اكتشافها، مشيرا إلى أنه تمكن من استقطاب تحالف كيو.تي.أيه الألماني لعقد مؤتمره الترويجي في الأقصر، بديلا من انعقاده في اسرائيل، وبذلك يشهد نهاية العام تطورا فى مجال السياحة الثقافية، لتدخل مصر عام 2015 بتحسن ملحوظ وآفاق جديدة.
وحول الاستثمار السياحي، قال زعزوع إن هيئة التنمية السياحية حققت انجازات لم يكن متوقعا هذا العام، حيث بلغت نسبة عوائد الاستثمار السياحي 571 مليون دولار، دخلت ميزانية الدولة في السنة المالية المنتهية في يوليو الماضي بنسبة نمو بلغت 32 بالمئة بمقارنة سنوية.
وأضاف أن ذلك يعكس ثقة المستثمر في مستقبل السياحة المصرية، حين يراهن على مستقبل أكثر استقرارا.
وقال إن الوزارة ستبني على تلك الثقة بإطلاق مشروع للتوسع في الاستثمار على سواحل البحر المتوسط، ونتعاون مع وزارة الاسكان والقوات المسلحة، لانجاز أحد مشاريع مصر القومية، في تنمية سواحل المتوسط سياحيا.
وأكد زعزوع إعداد خطة للبدء بالمربع الذهبي الكيلو 105 طريق اسكندرية مطروح المنطقة المتاخمة لمارينا، وبعد ماريبنا 7، توجد أرض فضاء، ملك للقوات المسلحة سيتم إنشاء مشروعات عليها.
وأضاف أنه سيتم طرح قطع أراضي في مارينا 5 على المستثرين العرب والأجانب قبل نهاية العام، لإقامة مشروعات فندقية على الشاطئ، وهي منطقة واعدة لوجود 4 مطارات على امتداد الساحل.
وقال وزير السياحة أن هذه المشروعات ستساعد على زيادة الطاقة الفندقية التي لا تتجاوز الآن 7 ألاف غرفة، في ظل تزايد الطلب على هذه المنطقة تحديدا، خاصة من قبل الإيطاليين والألمان.
وأعرب عن أمله بانطلاقة قوية في تلك المناطق التي قال إنها تعد منجم ذهب سياحي لا يقل أهمية عن البحر الأحمر.
وتوقع أن تنافس قبرص وتركيا، لتفرد الموقع وعبقريته، وشبكة الطرق المرتقب تنفيذها، والتي ستقلل زمن الرحلات من وإلى القاهرة.
وأشار إلى أن الموسم السياحي في تلك المناطق يصل إلى حوالي 8 أشهر، مقارنة بالشواطئ المنافسة التي لا يزيد الموسم السياحي فيها عن 4 أشهر فقط.
وكشف أنه الوزير سيتم الاعلان عن أراضي الاستثمار في مارينا 5 للمستثمرين خلال الشهر المقبل، لانشاء فنادق وخدمات سياحية، في الظهير الصحراوي.
وأكد أن الخطة لاقت قبولا كبيرا من قبل رجال الأعمال والمستثمرين المصريين.
وعلى صعيد دعوة الوزارة لوفود أمنية أجنبية للوقوف على حقيقة الوضع.
قال وزير السياحة إن العمل جارٍ مع وزارة الخارجية على ثلاث مراحل لمعالجة الأزمة.
وقال إن المرحلة الأولى سياسية وتركز على إيضاح حقيقة ما يحدث في مصر، وعدم وجود ما يعيق قدوم السياح، والتعامل مع تحذير 15 دولة لمواطنيها بعدم زيارة مصر.
وأضاف أنه كان لابد من دعوة تلك الدول لإرسال وفود أمنية للوقوف على حقيقة الأمر.
وقال زعزوع إنه التقى مؤخراً بوفد من أعضاء الكونغرس الأميركي، خلال زيارتهم لمصر.
وأكد أنهم أشادوا بالوضع الأمني وأعربوا عن استغرابهم للصورة المغايرة التي تصل الى الدول الأجنبية والتي لا تمثل حقيقة الوضع في مصر.
ونقل الوزير عن وفد الكونجرس قوله “شعرنا أن مصر واحة آمنة ومستقرة في محيط ملتهب في المنطقة”.
وقال إنه طلب منهم ترجمة ذلك في تصريحات المسؤولين الأميركيين.
وقال إن جهود الحكومة المصرية نجحت مؤخرا، من خلال جهودنا الدولية في رفع عدد كبير من حظر السفر إلينا، ونحن نعمل بشكل مستمر على تحديث وتطوير المنظومة الأمنية في مجال حماية السائح.
وحول الدعوات السابقة للسماح لشركات السياحة الإيرانية بتنظيم رحلات إيرانية لزيارة مصر، قال زعزوع كان ينظر لإيران، نظرة فنية بحتة، كسوق سياحية تملك قدرة على الانفاق.
وقال إننا أوقفنا استقبال السياح الإيرانيين، لاعتبارات الأمن القومي، والسوق السياحي في العالم واسع جدا لنستقبل منه.
وكشف الوزير عن وجود مشاريع قوانين تشدد العقوبات لمن يسيء للسياح.
وقال إنه تم وقف رخصة فندق شهير تعرضت فيه سائحات للتحرش، وأنه تمت إعادة الرخصة بعد تعهد بالقضاء على تلك التجاوزات، وأن السلطات تقوم بتحرير محاضر بكل واقعة وهو ما أدى بالفعل لتراجع تلك التجاوزات.
وقال وزير السياحة أن الطفرة السياحية التي تشهدا الإمارات تثير الدهشة، خاصة في مديني دبي وأبوظبي، حيث تدار بمنطق الشركة، بحسابات الربح والخسارة، وتشهد تكامل وتعاون جهود كافة الوزرات والهيئات كمنظومة واحدة تعمل لتحقيق الأهداف المخطط لها بدقة.
وأضاف إن تلك التجربة توجب الإنحناء لها احتراما وتقديرا، وأن وزارة السياحة تحاول الاستفادة من دروس النجاح التي حققتها الإمارات.
وأوضح أن ذلك لا يعني التقليل من نجاحات مصر، رغم عقبات البيريقراطية السابقة. وقال إن تجربة مصر في التعامل مع الأزمات تدرس عالمياً، وتأتينا استفسارات من العديد من دول العالم بشأن كيفية نجاحنا في التعامل مع الأزمات واستعادة الحركة السياحية، رغم ما واجهناه من تحديات.
وأضاف زعزوع إنه التقى رئيس الدائرة السياحية في دبي مؤخرا وعبر له عن اعجابه بمشروع الطريق الإلكتروني، فأخبره المسؤول الإماراتي بأن “كل من شاركوا فى تنفيذه من المصريين، ولن أجعلك تقابلهم كي لا تأخذهم مني”.