الحراك السياسي
مستشار مفتي الجمهورية :داعش وبوكوحرام تحاولان إحياء الحروب الدينية
أدان مستشار مفتي الجمهورية د ابراهيم نجم بشدة ما أعلنته جماعة بوكو حرام النيجيرية من إعلان الخلافة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها والتي استولت عليها عبر عمليات العنف والإرهاب التي تتبناها الجماعة كوسيلة لتحقيق أهدافها. مؤكدة أن الخلافة قضية شرعية لها شروطها وضوابطها التي استقرت عليها كتب الفقه منذ قديم الزمان، وليس الأمر مزحة يدعيها كل أحد.
وأكد الدكتور إبراهيم نجم، أن مفهوم الخلافة الإسلامية من أكثر المفاهيم الإسلامية التي تعرضت إلى التشوية والابتذال في وقتنا الحاضر حتى أضحى المفهوم سيء السمعة لدى أوساط غير المسلمين، بل وبين المسلمين أنفسهم وفي الدول ذات الأغلبية المسلمة.
وأشار نجم إلى أن الخلافة الإسلامية هي نظام حكم ابتكره المسلمون وذلك من أجل تحقيق غايات الاستخلاف في الأرض وعمارتها وإقامة العدل بين الناس، وهو ما تحقق في عصور الخلفاء الراشدين وتحقق بعد ذلك بنسب متفاوتة في عصور التاريخ الإسلامي.
ولفت مستشار مفتي الجمهورية إلى أن التطورات المتلاحقة في العالم الإسلامي تفرض علي علماء الدين البحث عن حلول وبدائل تراعي ثوابت الدين وتلائم الواقع الإسلامي المعاصر ويحقق المقصود الأسمي للخلافة من إقامة للعدل بين الناس وجمع شتات الأمة في وحدة تدافع عن هويتها وتحمي تراثها ومصالحها وتدفعها للمشاركة في الحضارة الإنسانية.
وأضاف الدكتور نجم إن ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين تحت مسمى الخلافة الإسلامية يُعد إساءة عظيمة وتشويه كبير للإسلام والمسلمين وأيضاً لتاريخ المسلمين وتراثهم القديم، واستخدام للدين الإسلامي بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلي عليهم استخدام الشعارات الدينية، والذي يؤدي بدوره إلى أن انتشار العنف والصراعات الدينية في مناطق العالم المختلفة تحت دعاوى الحروب الدينية.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أنه لابد من التصدي وبحزم إلى تلك الدعوات والجماعات المتطرفة هنا وهناك حتى لا نجد أنفسنا أمام مئات الخلافات الإسلامية المتناحرة، والتي ستؤدي وبلا شك إلى تقويض الدول القائمة وليس إقامة دولة إسلامية.
ودعا نجم وسائل الإعلام المختلفة إلى تبني المصطلحات الصحيحة في توصيف تلك الجماعات والحركات، وعدم الانجراف في تبني المسميات التي تطلقها تلك الحركات على أنفسها كمصطلح الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية، فهي من جانب تحاول أن تحصل على توصيف الدولة وهي ليست كذلك، كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها على غير الواقع، فلا هي دولة ولا هي تمت للإسلام بصلة.