مصر الكبرى
حج أولاد الذوات ورجال الأعمال والفنانين: طائرة خاصة.. كارافانات للنوم .. والكافيار والسيمون فيميه فاتح للشهية .. وحصى الرجم هدية !!!
الأراضى المقدسة – سعيد جمال الدين
ابتكارات وبدع وتقاليع يشهدها الحج عاما بعد الآخر.. ومثلما نشهد كل عام خطوط جديدة من ألوان الموضة والأزياء.. نجد شركات السياحة المصرية تتفنن فى تقديم فنونها وإبداعاتها لتتميز كلا منها بما تقدمه لحجاجها وكان العام الماضى مسرحا لهذه الشركات لتقدم أحدث خدماتها وهى وجبات الكافيار والسيمون فيميه وجميع أنواع المكسرات والمسليات وغيرها من المأكولات الفاتحة للشهية الى جانب المخيمات مكيفة الهواء المعطرة وغيرها من الأغذية والمشروبات التى يسيل لها اللعاب خلال تواجد الحجاج فى عرفات ومنى!!! .
وهذا العام تقدم عدد من شركات السياحة ابتكارا جديدا لأول مرة فى الحج خاصة فى ظل المخاوف من إنتشار وباء الأنفلونزا حيث تعاقدت إحدى الشركات الكبرى مع إحدى شركات الأدوية الأمريكية لشراء مصل الأنفلونزا مباشرة معها لتحصين حجاجها ضد الفيروس وأن عدد كبير من حجاجها تخوف من سلامة المصل المصرى ومنح كل حاج شنطة طبية تضم كمامات ذات فلتر مستوردة تصل الواحدة لأكثر من 50دولارا وزجاجة ليسيون الديتول الطبى والمناديل المعطرة والجوارب والقفازات الخفيفة مع اصطحاب عدد كبير من المضادات الحيوية ، وقد واصلت الشركات السياحية فى تقديم خدماتها الترفيهية لحجاجها من خلال تخصيص طائرة خاصة صغيرة الحجم تستوعب 10 أفراد بخلاف طاقم الطائرة تقل هؤلاء الحجاج من القاهرة أو الإسكندرية الى مطار الملك عبد العزيز بجدة أو مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة رأسا ولم تكتفى الشركات لذلك وإنما امتدت خدماتها الترفيهية المقدمة لحجاجها (أولاد الذوات ) الى تخصيص كارافانات تصاحب الحجاج خلال إقامتهم بمناطق المشاعر المقدسة مثلما يتم تخصيصها للشيوخ والأمراء فى رحلات الصيد وهى كارافانات تضم غرف نوم ذات وسائد وثيرة ومؤثثة بكامل طاقمها من المفروشات والأسرة فضلا عن صالونات لاستقبال الضيوف ودورات المياه بحيث لا يستخدم هؤلاء الحجاج دورات المياه أو المرحاض الموجود فى مناطق المشاعر المقدسة خشية إصابتهم بالأمراض، وقيام إحدى الشركات الكبرى بالتعاقد على إقامة حجاجها خلال فترة الاستراحة بمنطقة منى فى عمارات وشقق فندقية يتم دخولها لأول مرة هذا العام وهى مجاورة مباشرة لمنطقة الرجم بما لا يحمل هؤلاء الحجاج مشقة السير لمسافة طويلة بين أمواج من الحجاج لرجم أبليس !!!.ولان هذه الخدمات لا ينالها إلا ذو حظ عظيم فقد قدر هذا النوع من الحج الفاخر جدا ليبدأ بحوالى 52 ألفا من الجنيهات وليصل الى نحو 75 ألف جنية وفقا للخدمات المقدمة ورغم ارتفاع أسعار هذا النوع من الحاج الذى لا يتطلب مشقة أو جهاد خاصة عند رمى الجمرات وتواجدهم فى منطقة " مجر الكبش " الملاصقة لمنطقة رمى الجمرات بمشعر منى إلا أن الإقبال عليه كبيرا من قبل رجال الأعمال والفنانين والأثرياء الذين يفضلون الذهاب لأداء الحج يوم السابع من ذو الحجة والعودة يوم الثانى عشر من نفس الشهر وقضائهم خمسة أيام فقط لأداء الحج يقومون فيه بزيارة الرسول يوم السابع ثم يعودون بالطائرة الى جدة فى اليوم الثامن ثم يتوجهون الى عرفات فجر التاسع وينزلون فى نهايته الى المزدلفة وبعدها لمنى لإلقاء جمرة العقبة الكبرى ويتوجهون لأداء طواف الإفاضة والتحلل الأصغر ومبيتهم فى مكة حتى صباح العاشر ويلقون الرجمة الثانية فى نهاية اليوم والعودة الى مكة مرة أخرى للمبيت وتكرار ذلك فى اليوم التالى ليعودا الى مصر بوصفهم متعجلون!!!.