عرب وعالم

02:43 مساءً EEST

صحيفة إسرائيلية: عزمي بشارة موّل تكاليف رحلة أعضاء الكنيست إلى الدوحة

كشفت مصادر صحفية إسرائيلية أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، الذي يديره عزمي بشارة موّل رحلة لأعضاء الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي؛ جمال زحالقة، وحنين زعبي وباسل غطاس إلى قطر. 

وغطى التمويل تذاكر المشرّعين والإقامة في الفنادق والمصاريف الأخرى خلال إقامتهم لمدة يومين في العاصمة القطرية الدوحة.

وأثار هذا الكشف داخل الأوساط العربية تساؤلات بشأن دور عزمي بشارة في هندسة عملية تطبيع “ذكية” مع إسرائيل وبمشاركة قطرية فاعلة، تقوم على تسويق التطبيع في هيئة عمل “نضالي”، وفق توصيف البعض الذين يرون أن صورة بشارة كـ”مغضوب عليه” إسرائيليا تسهل مهمته في قيادة عملية التطبيع تلك.

كما أثار الكشف من جهة ثانية محاذير قانونية في إسرائيل ذاتها، حيث تفرض عضوية الكنيست أن يقدّم المشرّعون جميع المعلومات عن مصادر تمويل رحلاتهم إلى لجنة الأخلاقيات في المجلس قبل السفر إلى الخارج، ولكنّ الأعضاء الثلاثة قدّموا المعلومات إلى اللجنة عند عودتهم فقط.

وعلى هذه الخلفية أعلنت لجنة الأخلاقيات في الكنيست أنّها ستناقش الرحلة، بما في ذلك مصدر التمويل والغرض منه، بعد طلب رسمي قدمته عضوة حزب “يش عتيد” يفعات كريف، وذلك بعد انتقادات من قبل السياسيين الإسرائيليين الآخرين إثر ورود تقارير عن أنّ الثلاثي التقى عزمي بشارة خلال الرحلة.

وقالت كريف إنّ شكوكها بشأن رحلة أعضاء الكنيست قد تم تأكيدها، كما ثبتت شكوكها في أنّ “عزمي بشارة، الذي سبق وأن تمّ تصنيفه كخائن ما يزال نشطا داخل دولة إسرائيل”، وفق تعبيرها.

كما اتهمت كريف بشارة بإدارة وإرشاد وتمويل أعضاء التجمع في الكنيست الثلاثة، مطالبة أن يقوم المدعي العام بتحقيق سريع، وأن يشكّل رئيس لجنة الأخلاقيات في الكنيست لجنة لمناقشة عاجلة بشأن هذه المسألة. وإلى جانب يفعات كريف احتج وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ونواب آخرون على الخطوة التي أقدم عليها أعضاء حزب التجمع، مهدّدين بمنع الحزب من المشاركة في انتخابات الكنيست القادمة.

وكتب ليبرمان على حسابه في فيسبوك: في حين أن محكمة العدل العليا قد ألغت حظر ترشيح التجمع في انتخابات الكنيست سابقا، “سوف نستمر ونفعل كل ما هو ممكن حتى يتم إبعاد هذا الطابور الخامس الذي يمثل المنظمات الإرهابية في الكنيست الإسرائيلي والزجّ به في السجن”.

ووفقا لتقرير القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، فقد التقى ثلاثة من أعضاء الكنيست عن حزب التجمع مع عزمي بشارة، مؤسس الحزب وعضو الكنيست السابق والذي يعيش في قطر منذ عام 2007، بعد اتهامه من قبل إسرائيل بأنه قدم معلومات لحزب الله خلال حرب لبنان الثانية.

وقال ليبرمان، إنه واثق من أنّ النائب العام سوف يقيم تحقيقا حول تمويل رحلة الأعضاء الثلاثة إلى قطر، ومشروعية الزيارة وعما إذا تم تحويل الأموال من قبل السلطات القطرية أو من عزمي بشارة شخصيا.

وتردّدت أصداء دعوة ليبرمان من قبل عدد من السياسيين من اليمين الإسرائيلي، بمن فيهم أعضاء حزب الليكود: وزير المواصلات يسرائيل كاتس، وعضوة الكنيست ميري ريجيف، وكذلك العضو يسرائيل بيتين وأليكس ميلر. وقال العضو باسل غطاس مدافعا عن الرحلة: “لا أرى في هذا أي تحد ضد أي شخص” ،مضيفا: “هذه ليست المرة الأولى التي قمنا فيها بزيارة قطر.. تسيبي ليفني كانت في زيارة إلى هناك منذ عدة أشـهر”.

وكان حزب التجمّع، وتحديدا عضوة الكنيست حنان زعبي خلال الأشهر الماضية موضع هجوم من قبل اليمين الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أيضا إنّه سيسعى لاستبعاد زعبي وحزب التجمع من الانتخابات بعد مقابلة لزعبي مع قناة “الجزيرة” القطرية قالت خلالها إن الإسرائيليين يريدون حملة عسكرية قصيرة على قطاع غزة.

ومن جهة أخرى يبدو عزمي بشارة صلة وصل بين أعضاء في الكنيست الإسرائيلي وحركة حماس التي لها صلات متينة بقطر والتي سبق أن أشاد متحدث رسمي باسمها بحنان زعبي معتبرا أنها “إمرأة فلسطينية مليئة بالوطنية”، ومعربا عن رغبته في أن يقتدي البعض في السلطة الفلسطينية بها كمثال. 

التعليقات