تحقيقات
الصحة العالمية: أشرس مرض عرفته البشرية مريض الإيبولا يظل ينزف من جميع أجزاء الجسم حتى بعد مماته
ألقى الدكتور أحمد أبو مدين رئيس قسم الأمراض المتوطنة والكبد الأسبق بجامعة القاهرة نائب رئيس الجمعية الأفريقية لدول حوض نهر النيل محاضرة عن فيروس الإيبولا.
وذلك خلال ندوة عقدها معهد طب المناطق الحارة والأمراض المعدية عن مرض الإيبولا.
وقال “مدين” إن الإيبولا هو مرض فيروسى قاتل ينتشر الآن بصورة وبائية فى دول غرب أفريقيا التى تحيط بالحدود الجنوبية الغربية لمنابع النيل وانتشر بداية عام 1976 بصورة وبائية فى السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية “زائير” وكانت نسبة الوفيات ومازالت إلى الآن تصل إلى 90% من المصابين وينتشر الوباء الآن فى ليبيريا وسيراليون وغينيا وانتشر مؤخرا فى نيجيريا فأصبحت بهذه الطريقة هذا الوباء منتشرًا فى جميع بلدان غرب أفريقيا المتاخمة لبحيرات منابع النيل وجنوب السودان. وأضاف، قد سبق انتشار فيروس حمى الوادى المتصدع من جنوب خط الاستواء وانتقل إلى مصر فى محافظة الشرقية عام 1977 فى وباء مشهور ولأول مرة فى تاريخ البشرية يعبر أحد الفيروسات الأفريقية ليصيب دول شمال أفريقيا موضحا أن فيروس الإيبولا من الفيروسات الشرسة الموصوفة بواسطة منظمة الصحة العالمية بأنه أشرس مسبب مرضى عرفته البشرية وصنف بواسطة الهيئات الطبية العالمية بأنة من الفيروسات القاتلة المعروفة.
وذكر أنه تم فحص أكثر من 30 ألف نوع من الثديات والطيور والفطريات والحشرات لإيجاد العائل المخزن للوباء ولم يكتشف بعد إلى الآن.
ورغم أنه المتهم الرئيسى حاليا هو وطواط الفواكه وهذا النوع من الوطاويط منتشر فى دول غرب أفريقيا حيث يصل حجمه أحيانا إلى 50 سنتيمترا وفى إحدى الأبحاث الأخرى اتهم الخنزير كعائل وسيط ينقله إلى أنواع الشمبانزى والغوريلا وبهذا الوضع يصبح حدوث الإصابة بهذا الفيروس مرتبطة بالظروف البيئية الأفريقية وهذا يبعد إلى حد ما حدوث انتقال المرض إلى مصر.
وقال إن فيروس الإيبولا المشهور عنه أن فترة الحضانة قصيرة تصل إلى 4 أيام وتظهر أعراض المرض فى الأسبوع الثانى ففى الأسبوع الأول تكون أعراض المرض مشابهة لأعراض كثيرة أخرى مثل الحمى والصداع الشديد وآلام الجسم والرعشة مع حدوث إسهال أو قىء .. مشيرا إلى أن الأعراض المميزة تبدأ تدريجيا ابتداء من نهاية الأسبوع الأول وتشمل القىء الدموى والنزيف من جميع فتحات الجسم من الأنف والعين والشرج وتزداد حدة النزيف مع أعراض تدريجية للفشل الكبدى والكلوى وهبوط القلب لدرجة أن القلب نفسه ينزف من داخلة وتستمر هذه الأعراض لتزداد حدة قرب اليوم العاشر من ظهور الأعراض لتشمل نزيف من جميع ثقوب الجلد الخاصة بالعرق أو من أماكن الحقن أو الإصابات القديمة الموجودة بالجلد وعند اليوم الـ11 يدخل المريض فى فشل الأعضاء المتعدد مع هبوط الدورة الدموية والقلب التى تنتهى بالوفاة فى اليوم الحادى عشر ويعتبر اليوم الحادى عشر هو الحد بين الوفاة أو بداية التقهقر للمرض الذى ينتهى بعد ذلك بالشفاء وهذا يشكل 10% من الحالات.
ويتميز هذا الفيروس الشرس بتدمير الشعيرات الدموية فى جميع أعضاء الجسم، مما يسبب تحويل أنسجة أعضاء الجسم إلى كتلة مدمرة بالكامل ومن الغريب أنه عند الوفاة يستمر النزيف من الجثة بعد مفارقة الحياة فأثناء تغسيل الجثة يستمر النزيف من جميع أجزاء الجسم والداعى إلى ذلك هو حرص الفيروس على البقاء وعلى نقل العدوى إلى المخالطين لجثة المتوفى ولذلك يعتبر تغسيل مريض الإيبولا محظورا تماما وإلا يتسبب فى نقل العدوى وإحداث الوباء وانتشاره.
وأشار إلى أنه من الأمور المهمة التى يجب أن تعمل عليها الفرق الطبية فى المستشفيات من الأطباء أو الممرضات أو الفنيين ارتداء الملابس الخاصة برجال الفضاء أثناء التعامل مع المرضى فى المستشفيات أو مع العينات المأخوذة للتحليل أو مع الموتى أثناء دفنهم منوها إلى أنه من الصعوبة حدوث وباء عالمى من الإيبولا، وذلك لاقتصار المرض على ظروف بيئية والتى لا توجد سوى فى غرب أفريقيا وأيضا نتيجة قصر فترة حضانة المرض وحدوث الإصابة الواضحة للنزف فى الأسبوع الثانى فقط والتى تبعد وتحذر من مخالطة المريض وفترة نقل العدوى فى الأسبوع الأول غير واردة كما أنه فى الأسبوع الثانى يصعب انتقال المريض عبر الحدود حيث أنه يكون فى المستشفى بعد ظهور الأعراض المنذرة والمحذرة من انتقال المرض.
وبهذا تصبح مصر فى حماية من مرض الإيبولا هذا المرض الخطير ولكن وجوده يدفعنا للترقب والحذر والترصد.