عرب وعالم
ديوان البلاط السلطاني فى سلطنة عُمان :السلطان قابوس بن سعيد في صحة طيبة
فى سلطنة عُمان أكد ديوان البلاط السلطاني أن السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان في صحة طيبة ولله المنة والحمد ، بعد أن أجرى الفحوصات الطبية والتي سيتابعها خلال الفترة القادمة حسب برنامج طبي محدد ، ويقضي حاليا فترة اجازته السنوية في ألمانيا ،ومن هناك يُدير شؤون وطنه ،موجهاً ومتابعاً لكافة مسارات التنمية في مختلف بقاع السلطنة . وقد وجه السلطان قابوس شكره وتقديره لأبناء الشعب العمانى الشقيق الأوفياء على نبل مشاعرهم وصدق ولائهم ، سائلاً المولى جلت قدرته أن يحفظ الجميع بعين رعايته .
جاء البيان فى توقيت مهم حيث تتواصل الاستعدادات فى سلطنة عُمان لحلول العيد الوطنى الرابع والأربعين يوم 18 نوفمبر المقبل والذى يتوج انجازات أهم مراحل التاريخ العُمانى الحديث والتى بدأت اثر تولى السلطان قابوس مقاليد الحكم حيث شهدت السلطنة على مدار سنواتها تحقيق النهضة الشاملة وأصبحت دولة عصرية حديثة.
منذ إصدار البيان تسود فى السلطنة حالة تجمع بين مشاعر فياضه من البهجة والسعادة الغامرة والطمأنينة والشعور بالأمان بين جموع أبناء الشعب العمانى الشقيق فى اطار ردود فعل عديدة عبرت عن مشاعر عميقة من التفاؤل حيث حمدوا الله عز وجل .كما أعرب كبار المسئولين وأعضاء مجلسى الدولة والشورى وجموع المواطنين عن سعادتهم العميقة بعد صدور البيان.
فى مصر استقبلت جموع المواطنين بسعادة بالغة البيان نظرا للمحبة الكبيرة التى يكنها الشعب المصرى للسلطان قابوس ،ونتيجة لمواقفه التاريخية الداعمة دائما لمصر ، فإن العلاقات بين البلدين تمثل محور ارتكاز مهم فى الامة العربية ، ونموذجا يحتذى به ، لاسيما وان الصلات الوثيقة بين البلدين تعود الى فجر التاريخ ، و منذ أعوام بعيدة تجاوزتا كل المراحل التقليدية في العلاقات الثنائية علي خلفية حقائق التاريخ و معادن الرجال وصلات الدم والنسب و المصاهرة التي بدأت منذ قرون . ويتمثـل المحور الأساسي لمواقفه تجاه مصر فى دعوة صادقة تنطق بصـوت العقــل والحكمة ، وتطالب دائما في كل المناسبات والمحافل وعلى كافة الأصعدة بضرورة الاحترام الكامل والمطلق للقرارات المصيرية التي يتخذها الشعب المصري ، وصون استقلال قراره الوطني والاحترام المطلق لسيادته وإرادته وحقه في اختيار ما يراه مناسبا لأوضاعه ومستقبله .
لذلك فإن الضمير والوجدان الجمعى للشعب المصرى يسجل بالتقديرالموقف التاريخي للسلطان قابوس حينما رفض المقاطعة العربية لمصر . ثم واصل مبادراته لاستئناف العلاقات المصرية العربية ، وما تزال تتردد أصداء صوته فى كلمته التى ألقاها بمناسبة العيد الوطنى الرابع عشر للسلطنة فى سنة 1984حينما قال: “لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير”.
ومنذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية توالت الاتصالات بين البلدين على كافة المستويات فى إطار التنسيق الدائم والمستمر بينهما ومن اجل مواصلة تطوير العلاقات الثنائية التاريخية.
استقبلت العواصم العربية والعالمية بارتياح وباهتمام بالغين بيان ديوان البلاط السلطاني حيث أحدث موجه من التفاؤل نظرا للمكانة المتميزة للسلطان قابوس وللإجماع العربى والعالمى على التقدير العميق لمواقفه وسياساته الثابتة ، لأن دول وشعوب العالم تعتبره من أهم دعاة السلام حيث يؤكد دائما أن العلاقات العُمانية الخارجية تقوم علي قيم التواصل الحضاري والحوار والاحترام والتعاون الإيجابي .
وللسلطان قابوس عبارة مأثورة يؤكد فيها أن من أوجب الواجبات على المستوى العالمى أن تعمل الدول على محاربة الظلم والاستبداد وعلى التصدي لسياسات التطهير العرقي وامتهان كرامة الانسان ،وأن تسعى الى إقامة ميزان العدل إنصافا للمظلومين وترسيخا للأمن والسلام والطمأنينة في مختلف بقاع الأرض .
كما يجمع خبراء السياسة الدولية على أن مواقفه تأتى دائما فى سياق قيامه بأدوار ايجابية مهمة على كافة الأصعدة ، وتسهم فى ترسيخ الممارسات العملية التى تقود إلى تفعيل كافة مبادئ وسياسات التعايش السلمى وحسن الجوار، انطلاقا من رؤية راسخة قوامها ضرورة دعم التعاون الدولي بين الشعوب والبلدان وإثراء حوار الحضارات ، بعيدا عن مفاهيم التعصب والتحزب التى تمثل الاختيار المرفوض دائما وأبدا من جانب سلطنة عُمان.