آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: حواديت واقعية
هذه القصة أبطالها من بلد عربي شقيق – أتصلت بي وقابلتها لأول مرة في قاعة الإجتماعات بمكتبي بسلطنه عمان منذ خمس سنوات – استقبلتني واقفة ترتدي بنطلون جينز وجاكت أبيض ومحجبة ورائعة الجمال فاتنة فعلا – مبتسمة وعندما وقعت عيني عليها قلت أكيد دعوي أحوال شخصية – فتاة تريد رفع دعوي علي شاب لأنه غرر بها او تزوجها عرفي وتريد إثبات الزواج بالمحكمة – ويبدو عمرها 27 عاما – وللحق سألتني أريد كواعب المحامية – فقلت لها أنا معك فقالت سمعت عنك ما جعلني أظنك أكبر من ذلك – المهم كانت الدعوي نفقة زوجية لثلاثة أبناء – من أبيهم الذي تزوج بأخري – مغربية الجنسية – وتركهم بلا إنفاق أو حتي سؤال عنهم .
وتبدأ فصول القصة عندما تخرجت هي من الجامعة وتخرج أيضا حبيبها من الجامعة وتقدم لها ووافق والدها الإستاذ الجامعي علي الزواج وأوجد لزوج أبنته فرصة عمل في دولة بالخليج – وسافر الزوجان وعاشا سعداء وأنجبا ثلاثة أبناء تقر بهم العين في خلال عشرة سنوات . كان الزوج يعمل محاسبا ثم مديرا لشركة كبري – وبنجاح الشركة زاد الراتب وأصبح دخله مرتفعا – وكان يستعمل سيارات الشركة الفارهة بالتبادل ويخرج مع زوجته وأولاده لشراء التيك أوي من كا فتيريا تعمل فيها الفتاة المغربية – ويبدو أن الفتاة المغربية أغراها المال – او قررت مثلما تفعل كثير من الفتيات عندما تجد الشاب المناسب – فأنها تصوب تجاهه كل أسهمها وتستعمل كل الاسلحة وتحارب في كل اتجاه حتي تظفر بالعريس – ( وللأسف من تفعل ذلك فإنها بعد الحصول علي الزواج فإنها تتركة مثل الشئ المهمل وتفعل هي ما تريد – لانها تعودت علي الغاية تبرر الوسيلة ) – المهم انها أختارت الهدف وحاربت وتزوجها دون علم زوجته – وبالتالي تغير سلوك الزوج مع زوجته بعد زواجه الجديد وشكت وسألت وعلمت بزواجه وسافرت إلي بلدها – وتم الطلاق – وكانت مسئوله عن الأبناء – ثم تدخل أولاد الحلال وعادت مرة أخري لعصمة الزوج من أجل أولادها ومن أجل حبها – وعادت إلي الدولة العربية مرة أخري – ولكن حدث ما لم تكن تتمناه أهملها وأهمل الأولاد – وأهمل حتي السؤال عنهم – وتركها مع الأولاد يرسل لهم المصروف مع مندوب من الشركة – وشعرت المسكينة أنها أهانت نفسها وعادت لشخص باعها فعلا وباع كل شئ –حتي أيه حقوق زوجية لم تكن تحصل عليها – سألت عن عنوان سكنه حتي أستدلت علي المكان – وذهبت إليه وقالت له أمام زوجته الجديدة طلقني وإلا سأفعل لك فضيحة أمام الجيران – وطلقها – ورجعت منزلها مكسوره – وتركها بلا سؤال وبلا نفقة .
ثم أتت إلي لترفع دعوي نفقة – وأصبحت صديقتي – كانت أجمل صديقة – رقيقة جميلة وفاتنة – لا زلت أذكر عندما كنا نضحك علي ردها علي سؤالي عندما رأيتيها ( أقصد زوجة زوجها الجديدة ) هل كانت جميله مثلك ؟ فأشارات لي إلي صندوق القمامة وقالت لي هي في حجم ذلك الصندوق – حقيقة لا أدري لماذا يحدث أن ينجرف الرجل إلي أي سيدة تظهر له الحب سواء كان صادقا أم كاذبا – لا أدري لماذا لا يعطي نفسه مهله لمحاربة ذلك الغزو القادم علي حياته – ربما لو تريث لحمي نفسه واسرته واولاده من مستقبل معقد – تلك قصة فتاة كنت أظنها لجمالها في السابعة والعشرين ولكنها كانت في السابعة والثلاثين – تعاطفت معها كثيرا وأحببتها كثيرا – وكسبت صديقة عن طريق العمل .وتلك قصة من كتابي ( حواديت واقعية ) .