مصر الكبرى
محمد حنفي الشنـتــناوي يكتب … (عزيزي وصديقي العظيم) المواطن المصري
بعد أن كان الصراع العربي – الإسرائيلي في نظر الإخوان المسلمين صراع وجود لا حدود ، وفلسطين من من البحر إلى النهر ، تصاحبه دعوات متواصلة لإلغاء معاهدات السلام (العار) بين الدول العربية والدولة العبرية ، وطرد سفرائها وإستقدام من يمثلنا فيها ، وجدت الجماعة بعد أن اعتلت سدة الحكم وآلت إليها مقاليد السلطة ، نفسها أمام واقع جديد يحتم عليها خطابا" عقلانيا" غير منفعلا " لازمها أيام نضالها وصولا " وقد كان ، بعد (ربيع عربي) شحيح الثمار والأزهار إلا منهم .
فكانت لقاءات الجماعة مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية ، وإعلانهم عبر منابر عدة وبمنتهى الصراحة والوضوح تمسكهم بمعاهدة السلام الموقعة بين القاهرة وتل ابيب وإحترامها ، والتعامل معها وفقا" للقواعد الدولية والمصلحة القومية لمصر ، ومن ثم البحث عن سبل جديدة للعمل السياسي بعد أن وجدوا أنفسهم أمام تحديات كبيرة تلزمهم التخلي عن شعاراتهم البالية التي لن تشبع الجياع او تكون عونا" في نهضتها وإزدهارها ، وإن كانت سببا" في كسب أصوات ناخبيهم (المأخوذة) عقولهم بصلوات زعاماتهم ودعائهم ، وهي نقلة نوعية تجيد كافة تيارات الإسلام السياسي اللعب على حبالها موهمين الناس وعبر ذات الخطاب الديني لهم ، بحتمية ووجوب إحترام المسلم (الملتزم) لعهوده ومواثيقه مستشهدين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة تحثهم على ذلك .(صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل) (عزيزي وصديقي العظيم) (صديقكم الوفي) والدعوات في إطراد علاقات (المحبة) التي تربط (لحسن الحظ) بلدينا ، ناهيك عن تمنياته لسعادة الرئيس الإسرائيلي نفسه ورغيد العيش لشعبه ، عبارات مقتبسة من خطاب الرئيس مرسي نقلها سفير مصر الجديد في تل ابيب عاطف سالم مع أوراق إعتماده ، تنبأنا وإن أختلفنا مع الجماعة في الكثير من طروحاتها الفكرية ، بمراجعة جدية لمجمل ما علق في لب الناس من ثوابت باتت (متحركة) بفعل الواقع الذي هم عليه الآن ، فلا إسرائيل ترمى في بحر هلاكها كما شاركهم ذات الشعار قوميو الأمة ، ولا فلسطين هدفا " للتحرير والجهاد ، وصولا" إلى الدعم غير المحدود لقوى الأمن المصرية في ضرب الجماعات (الجهادية) في سيناء والحيلولة دون المس سلبا" بحدود إسرائيل .المتغيير الكبير هذا في توجه الإخوان منذ سقوط نظام الرئيس مبارك حتى اليوم ، لابد أن يقرأ جيدا" في علاقات مصر الدولية ، وإن كانت هناك نزعات طائفية تجاه أقليات دينية ومذهبية في الداخل المصري ، ودعوات أخرى لكبت الحريات الفردية ، لابد أن تصحح إذا ما أريد لمشروع حكم الإخوان النجاح ، وتسيء لهم خارجيا" ويجعلهم بسببها عرضة لنقد دولِ داعمة ومؤسسات دولية .