عرب وعالم

05:07 مساءً EET

جارديان: قطاع غزة يدفع ثمن التحالف المصري-الإسرائيلي

أشارت صحيفة ذي جارديان البريطانية في تقرير لها حول الموقف في قطاع غزة إلى أن الموقف العدائي الذي تتخذه القاهرة حيال حركة حماس أدى إلى تعزيز الحصار على غزة، علاوة على انهيار المحادثات حول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في القطاع.

واعتبرت الصحيفة أنه بينما يتم تصوير الحرب الأخيرة على أنها حرب بين إسرائيل وحماس، هناك طرف ثالث يفاقم التوتر ويقف مع إسرائيل، ألا وهو مصر (حسب قولها). 

وأشارت إلى أن تصرفات مصر – سواء في العام الماضي أو في الأيام الأخيرة – أدت إلى توجيه اتهامات لمصر بعدم اهتمامها بمعاناة الغزيين، وأن مصالحها مرتبطة أكثر مع إسرائيل، فمنذ يوليو من العام الماضي، قامت مصر بتعزيز الحصار الإسرائيلي على القطاع، ودمرت في أثناء هذا أكثر من 1600 نفق كانت تستخدم لتهريب المواد الأساسية للقطاع، بما فيها الأسلحة.  

وأدى توقف تجارة الأنفاق التي تسامحت معها مصر لسنوات، لشل اقتصاد غزة، حيث لم يعد لدى أهل غزة أي طريقة لاستيراد المواد الغذائية بسبب الإغلاق المستمر لمعبر رفح، المعبر الرئيسي لغزة مع العالم الخارجي.

وذكر التقرير أن قرار “حماس” مواصلة القتال في الأسابيع الماضية على الرغم من الخسائر الكارثية بين المدنيين، مرتبط برفض مصر رفع الحصار عن القطاع أكثر من ارتباطه بإسرائيل، فمصر تريد من “حماس” الموافقة على وقف إطلاق نار فوري دون شروط، ولكن “حماس” تريد من مصر تقديم تفاصيل حول كيفية رفع الحصار قبل موافقتها على الطلب المصري.

وزعم تقرير الصحيفة أن قادة مصر يمقتون فكرة تقديم المساعدة لـ”حماس”، لأنهم يعتبرونها فرعا من جماعة الإخوان المسلمين التي قام وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بالإطاحة برئيسها محمد مرسي العام الماضي، وهو ما أعقبه حملة قمع وحشية ضد الإخوان في مصر، ومن هنا فالضغط على “حماس” هو جزء من محاولة النظام المصري حرمان الإخوان من ما تبقى من دعم لهم.

وبناء على ما سبق، وفق التقرير، فقد حظرت مصر “حماس” من العمل داخل مصر، واتهمتها بمساعدة من وصفتهم بالإرهابيين في مصر، ووجهت لأفراد “حماس” تهما بالتجسس، وحاكمت عددا من قادتها غيابيا، ومع تصاعد قوة الثورة المضادة في مصر، وجهت لـ”حماس” تهمة الهجوم على السجون في أثناء الثورة المصرية عام 2011.

وألقت الصحيفة الضوء على دور الصحافة المصرية التي وصفتها بأنه “مذعنة” للنظام، حيث قدمت دعما إعلاميا لحرب الحكومة على الإخوان المسلمين وحماس، وتقوم بعض القنوات التليفزيونية بنفس الدور فيما يتعلق بالحرب على غزة، وعلى الرغم من أن الإعلام المصري عادة ما كان يتعاطف مع أهل غزة، إلا أنه في هذه المرة بدا عدد من مقدمي البرامج وكتاب الأعمدة أكثر عدوانية.

وخلص التقرير إلى أن الموقف المصري، وبعد ثلاثة أسابيع من الحرب بدأ يلين، ولكن لأسباب سياسية وليست إنسانية، فقطر وتركيا تعملان على تحقيق وقف إطلاق النار، وهناك مخاوف من خسارة مصر دورها التقليدي كوسيط بين إسرائيل وحماس، وقد يدفع قادتها في النهاية للتخفيف من موقفهم.

التعليقات