مصر الكبرى
محمد عبد الرازق محمد يكتب … حصان طروادة
ان ما يحدث في ميدان التحرير يفوق ما يحدث في مسرح اللامعقول . ان ما نراه في التحرير هو بالضبط مثل ما تحتويه الدراما الاغريقيه من اساطير
ان ما يحدث في ميدان التحرير اليوم بأن جماعه الاخوان المسلمين و حزبها قد قاموا فعلا بالاستيلاء علي الدوله المصريه بل و اختطافها ايضا . ان امام جماعه دينيه راديكاليه يمينيه متطرفه شأنها في ذلك شأن جماعات كثيره حول العالم اتخذت العنف منهاجا و اسلوب دون الحوار مثل الالويه الحمراء في ايطاليا و بادرمينهوف في المانيا . ان تلك الجماعه بما تؤمن به من افكار و مباديئ لا تهتم لا بوطن ولا بدوله فأهم مبدأ عند جماعه الاخوان هو حتميه الخلافه الاسلاميه و التي تستوجب ازاله الحدود و الغاء القوميات و كلنا نذكر ان اسماعيل هنيه الفلسطيني كان مرشحا بقوه لخلافه محمد مهدي عاكف في مقعد المرشد الا ان الاختيار ذهب لبديع . اننا امام جماعه لا تهتم بمصر بل تهتم بنفسها كجماعه حتي ان الرئيس الدوله المنتمي لها و الذي انتخبه الشعب لا يعتبر نفسه رئيسا لمصر بل رئيسا لاتباع الاخوان المسلمين فالرجل منذ توليه المسئوليه لا يفعل شيئ سوي تثبيت حكم الاخوان و لتذهب مصر و شعبها الي الجحيم .ان اليوم يمثل علامه سوداء في التاريخ المصري المعاصر و سيسطر في كتب التاريخ كيف ان جماعه – يفترض – من المصريين تقوم باراقه دم اخوتهم لمجرد اختلاف في الرأي . فقد اعلنت الاحزاب و الحركات الثوريه عزمها علي النزول لميدان التحرير يوم 12 اكتوبر للتعبير عن غضبها من عدم تنفيذ الرئيس لما قد وعد به و اخذه علي نفسه خلال ال 100 يوم الاولي من حكمه و التي لم يفععل فيعا شيئ علي الاطلاق . و كان هذا الاعلان معروف للجميع منذ 3 اسابيع . و تفاجأنا جماعه الاخوان المسلمين و حزبها باعلان تواجدهم هم ايضا في ميدان التحرير في نفس اليوم للمطالبه باعاده المحاكمه في قضيه موقعه الجمل في سابقه لم نري مثلها الي في ليبيا علي يد معمر القذافي عندما خرج في بدايه الثوره الليبيه علي رأس مظاهره تنتقد وزارته التي شكلها هو و ابناؤه بنفسهم . ان ما يحدث اليوم في ميدان التحرير هو تذكره بموقعه الجمل التي تتجه فيها اصبع الاتهام الي ان مخططها كان جماعه الاخوان انفسهم و انهم هم الذين قتلوا العديد من الثوار في التحرير .انا امام لحظه فارقه في تاريخ السياسه المصريه و ربما العالميه ايضا , لحظه تبين لنا نموذج واضح لكيفيه سرقه دوله و الاستيلاء عليها من جماعه دينيه راديكاليه يمينيه متطرفه يديرها اشخاص من المناسب وصفهم بكل اطمئنان بانهم رؤساء عصابه . فالمرشد و نائبه ذو الوجه الراسبوتيني و صبيهم رئيس الدوله كمن سطوا علي بنك و اتخذوا عملاؤه رهائن .بافعل فقد سطي بديه و الشاطر و مرسي علي مصر و استواو عليها و اتخذوا الشعب المصري كرهينه و كل ذلك من اجل تنفيذ ما كان يدعو اليه اممهم حسن البنا و منظرهم سيد قطب بما اوحي اليحم من نظريات التكفير و اخراج الاخرين من المله لاقل قدر من اختلاف الرأي . ان تلك لم تتورع عن اغتيال قضاة و وزراء و رؤساء حكومات لمجرد اعتقادهم بانهم سيقفون كحجر عثره امام تحقيق دولتهم و ارجعوا لتاريخ التنظيم السري للجماعه لتعرفوا كيف سيتصرفون في المستقبل .ان شباب الاخوان الان في ميدان التحرير يقومون باراقه دماء مصريين مثلهم لمجرد اختلافهم في الرأي معهم . ان الجاري الان في ميدان التحرير يظهر بجلاء تام ان الاخوان غير مؤمنين بالديموقراطيه و ان الديموقراطيه التي يعرفونها هي ديموقراطيه الصندوق الانتخابي فقط و فيما عدا ذلك فهم لا شأن لهم به . فتداول السلطه و حقوق المواطنه و حقوق الاقباط و حقوق المرأه و الطفل كل ذلك اشياء لا يعترفون بها فالاهم عندهم اقامه دوله الخلافه الاسلاميه العادله و التي لم كن موجوده يوما في اي فتره من فترات التاريخ الاسلامي . ان دماء الليبراليين التي سالت اليوم في ميدان التحرير هي اشرف و اطهر من الاف المنتمين لتلك الجماعه الماسونيه التنظيم و ربما الفكر ايضا .ان الليبراليين و المثقفين لا يملكون سلاحا ضد الظلم سوي القلم و الكلمه و في المقابل لا يملم الاخوان في مقابل ذلك سوي العنف و السلاح الابيض.ان احداث اليوم اوضحت بجلاء حقيقه شباب الاخوان , فطالما سألت نفسي ايام الثوره عن السر وراء اصرار شباب الاخوان علي مخالفه تعليمات الجماعه و كيف انها شاركت في الثوره من اول لحظه و كان علي رأسهم محمد البلتاجي . ان الايام اثبتت بما لا شك فيه ان اشتراك شباب الاخوان في الثوره كان جزءا من خطه وضعت بأحكام من اجل مسك العصاة من المنتصف من خلال اشتراك شباب الاخوان في الثوره . فلو فشلت الثوره فأن الاخوان باعلانهم الرسمي قبلها بعدم الاشتراك في مظاهرات 25 يناير يكونوا قد نفضوا ايديهم منها و بذلك يحتفظوا بعلاقتهم مع نظام مبارك اما اذا نجحت الثوره فيكونوا طرف فيها من خلال شباب الجماعه و علي رأسهم قيادي كمحمد البلتاجي . ان شباب الاخوان يمثلون في الثوره المصريه حصان طرواده الاخواني الذي دخل من خلاله الاخوان الثوره.ان ما يقوم به الاخوان الان في ميدان التحرير هو برهان علي انحطاطهم الخلقي و الديني و يثبت للكافه ان هؤلاء الافاقين هم ابعد ما يكونوا عن الدين و عن الاخلاق و انهم نموذج للغوغائيه و الفوضي . و الان ماذا ينتظر الشعب المصري للدفاع عن كرامته و عن حريته المهدده بالضياع مره اخري . اذا لم يتحرك الشعب المصري لانقاذ دولته فلا يسعني سوي ان اقول ,,,الشعوب تستحق حكامها