ثقافة

06:44 صباحًا EEST

في بلاط الملك زوسر

في بلاط الملك كرسيان، في الجمال والأبهة سيان، على أحدهما يجلس زوسر لا يتفاخر، وقد أجلس وزيره على الآخر.

زوسر: يا وزيري يا عزيزي امحوتب، بك الأمن والسلام في البلاد مستتب

امحوتب:  الأمن آية من الآي، والفضل لك فيه يا مولاي.

زوسر: ما أروع منطقك يا من في سلام تأتي، وحق من أجرى الأنهار من تحتي، لتكوننن في الخالدين، ولتذكرن إلى يوم الدين

امحوتب: بخير دعوت لي ولخير دعوتني يا مولاي!

زوسر: نعم يا أخي، بت أفكر البار حة، فيما كنت شارحه، كيف شغل أجدادنا الخلود، وتمنوه لكل مولود

امحوتب: ورأيت أن أجسادنا تقبر بالطوب اللبن

زوسر: نعم، تكلم كيف عرفت أفصح أبن

امحوتب: إن هو إلا الوحي والإلهام، يعمل في الفهم كالسهام، يصيب ولا يخطي، يسرع ولايبطي، ألهمني إياه، سريان هذي المياه، في ذلك النهر، كأنها الدهر

زوسر: ثم ماذا؟

امحوتب: رأيت أن خلق الإنسان يفنى، وقبره أقرب وأدنى، فلو تبنى هذا المعنى، لخلد هذا المبنى

زوسر: أوضح وامحُ هذه الطلاسم يا امحوتب، أوضح ما انطلى من الطلاسم وامحها

امحوتب: لو بنينا بيوتنا بالحجارة، لكانت لنا بها إجارة، وخير أمان، من عاديات الزمان

 زوسر: اقرأ علي كل ما كتب، وابدأ من الغد في البناء يا امحوتب

امحوتب: هذا اللحد، محتاج إلى مهد

زوسر: تريد عمالا ومالا وفيرا؟ ألست لي وزيرا؟ وأمرك في الشمال وفي الجنوب؟ في النائبات تنوب عني وعنك أنوب؟

امحوتب: لا طاقة لنا بتحرير الحجارة من محاجرها.

زوسر: لي الأرض يا وزيري لا لمستأجرها، فإذا وقف الفيضان، وأجدبت الأرضان، أطعمنا وكسونا الأبناء، ليشيدوا هذا البناء.

امحوتب: نعم الرأي يا مولاي!

زوسر: ولكن، في أي صورة وعلى أي مثال، يسير المهندس ويقيس المثال؟

امحوتب: سأجعل من عمارتك ظلا يلمح الأصل، فالأصل لديه القول الفصل.

غير أن ما بالطوب يطيب ساعة، وما بالصخر صامد إلى قيام الساعة.

التعليقات