الحراك السياسي
كلمة الإمام الأكبر في افتتاح المونديال
وجه شيخ الأزهر الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رسالة هى الأولى من نوعها فى التاريخ إلى الحدث الرياضى العالمى مونديال كأس العالم ٢٠١٤ الذى افتتح فى البرازيل مساء الخميس.
وطالب شيخ الأزهر، فى رسالته إلى العالم تلبية لدعوة الرئيس البرازيلى، والتى خص “الأهرام” بنصها قبل إذاعتها، جميع شعوب العالم بأن تجعل من هذا الحدث الرياضي العالمى مناسبةً لنشر روح السلام والمساواة بين الناس، وبث مشاعر المحبة والأخوة، والقضاء على نوازع الظُّلم والشر والتمييز بين البشر، وفرصةً لمساعدة الضعفاء والفقراء والمرضى والمحرومين.
وأكد أن “هذه هى القيم التى تحتاجها مجتمعاتنا الآن، وتُزكِّيها الروح الرياضية، ولن يجدَها الناس إلا فى هدى الرسالات الإلهيَّة والأديان السماويَّة”.
وأضاف أن رسالة هذا المُلتقى التاريخي الجامع، ورسالتى إلى كل المحتفِلين بهذا الحدث العالمي هي تحية الإسلام، وهي: “السلام عليكم، وهي نفس الرسالة التي حملَها الإسلام إلى الناس جميعًــا منــذ خمسة عشر قرنًا من الزمان، مهما اختلَفَ بهم الزمانُ أو المكانُ، وفي هذه الرسالةِ يُقرِّر الإسلام أنَّ الناس –كلهم – سواسية كأسنان المشط، لا يتميَّزُ إنسانٌ على إنسان إلا بالعمل الصالح الذي يعودُ بالنَّفع على الفرد والمجتمع، والناس جميعًا أبناء أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ، “كلُّهم لآدمَ وآدمُ من تراب”، والناس إمَّا أخٌ لك في الدِّين أو نظير لك في الإنسانيَّة، ومن هنا حرَّم الإسلام الظلم بين الناس، ونهاهم أن يظلم بعضُهم بعضًا.. سواء وقع الظلم بين الأفراد أو بين الدول”.
وقال الطيب إن حضارة الإسلام هي حضارة تعارُف وتواصل، تمدُّ يدها للحضارات الأخرى، وتتبادَلُ معها المنافع والمصالح، وقد كان الإسلام أولَ مَن سعى إلى العالمية بتنوُّع ثقافاته وتعدُّدها.
وقال الطيب أن الأزهر الشريف الذي يُمثِّل المرجعية الدينيَّة لمليار ونصف المليار من المسلمين، يُناديكم بضرورة نشر السلام والمحبة والعدل بين الناس جميعًا في الشرق والغرب، وذلك بأنْ يَفهَم الغرب حضارة الإسلام على حقيقتِها، وأن يَفهَم المسلمون مدنيَّة الغرب على حقيقتها أيضًا، وأنَّ الشرق والغرب إذا تفاهما زال ما بينهما من سوءِ ظنٍّ وحلَّ السلام محلَّ الخصام.