كتاب 11
إغتصاب أم رسالة وعقاب
لعل الكثيرين من الكتاب الصحفيين والإعلاميين قد تحدثوا عن حادثة الإعتداء الجنسى الذى تعرضت له عدداً من النساء اللاتى تواجدن فى ميدان التحرير للإحتفال بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيساً للجمهورية , والجميع تحدث عن وحشية الحدث ,
وكيف أنه تم تحت سمع وبصر الألاف المتواجدين بالميدان , وأن محاولات إنقاذ السيدات والفتيات من براثن هؤلاء الحيوانات الادمية كانت فى غاية الصعوبة , حتى مع مبادرة أحد الظباط المتواجدين فى محيط الحدث ومحاولته فض هذا الإعتداء الوحشى عليهن بإطلاق الأعيرة النارية لم تفلح على الإطلاق . ألم يُعيد هذا المشهد الى أذهانكم ماكان يحدث فى عهد جماعة الإخوان المسلمين للنساء اللاتى كن يخرجن الى الميادين يبدين إعتراضهن على طريقة حكمهم للبلاد ورفضهن لقوانينهم التى نالت من أدميتهن وحقهن فى الحياة الكريمة ,
ألاتتذكرون ماتعرضت له حوالى 23 فتاة من اعتداء جنسى يصل الى مرحلة الاغتصاب الجنسى الوحشى بالأسلحة البيضاء والأدوات الحادة أثناء مشاركتهن في تظاهرات الذكرى الثانية للثورة في ميدان التحرير , أليس ماحدث فى الميدان من يومين هو نفس الأسلوب الذى تم من قبل ؟؟ ألا يشير ذلك الى أن الفاعل واحد ؟؟ وأن الهدف من ذلك واضح …. لقد أحكمت وزارة الداخلية قبضتها على مداخل ومخارج الميدان وقامت بتأمينه جيداً كما قامت بمجهود جبار هى والقوات المسلحة كى يخرج حفل تنصيب رئيس مصر الجديد فى أحسن صورة وبلا أى عمليات إرهابية تعكر صفوه ,
وبالتالى لم يجد هؤلاء الإرهابيين أضعف ولاأسهل من النساء للإنتقام منهن ومعاقبتهن , واذلالهن , وكسرهن , هن ومن يشجعهن من الرجال على النزول الى الميادين , حتى يلتزمن منازلهن , ولايتجرأن على المشاركة فى الحياة السياسية ولايكون لهن صوتاااا مسموعاااا , وكذلك توصيل رسالة الى الرئيس بأنهم مازالوا أقوياء ويستطيعوا أن يعكروا صفو فرحته وفرحة الملايين من مؤيديه . وربما يسألنى البعض عن سبب توجيه أصابع الإتهام الى تلك الجماعة بالذات ولماذا لايكون الفاعل أحد غيرهم ؟؟؟ أقول لهم أنه على مدار عام كامل فى عهد الرئيس السابق عدلى منصور كان هناك تجمعات عدة من نساء ورجال فى ميدان التحرير ولم يحدث أى تحرش فيها , كما أن الإخوان لهم أفعال مشابهة وبنفس الطريقة تمت أثناء فترة حكمهم , وأنهم محترفين فى إفتعال وقائع التحرش خصوصاً فى التجمعات التى لها طابع سياسى ,
كما أنهم أكثر الناس التى تعادى وجود المرأة ومشاركتها فى الحياة السياسية , وما اثار غضبهم وأشعل النيران بقلوبهم دورها فى إنتخابات الرئاسة الذى كان عظيماً وتحدث عنه العالم كله والذى أشار الى أنها تعد من أحد الأسباب الأساسية التى ساعدت على نجاح تلك العملية وإخراجها بتلك الصورة المشرفة ,
فكان لابد عقابها وعقاب من معها من رجال مثلما حدث سابقاً . من هنا أقول أنه اصبح هناك يقين أن المرأة ودورها فى المجتمع أصبح يثير الرعب فى نفوس بعض الطامعين فى السلطة مما جعلهم يتعاملون معها بهذه الوحشية فى محاولة منهم لأجبارها على التقوقع فى منازلها وارهابها حتى تمتنع عن المشاركة السياسية ولو حتى بصوتها ولكنى أذكرهم بأن تلك المرأة هى أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم وكما تدين تدان أيها الإنسان فلا تظن بأن الله غافل عما تفعلون وإن لم ينالكم عقاب فى الدنيا ففى الاخرة لكم عذاب اليم .