كتاب 11
مصر اختارت قائدها
قال المصريون كلمتهم وانتخبوا رئيسهم في ظرف قطعاً كان استثنائياً لكن الإرادة على مواجهة التحديات وتخطي الصعاب كانت فوق كل شيء، ونجحوا في اختيار رئيسهم ليمضي بمصر وبهم نحو بر الأمان ويكونوا بدورهم سندا وعونا له في صناعة غدهم ورسم مستقبلهم بكل تفاؤل ملتفين حول قيادتهم التي يعولون عليها الكثير.
اختاروا عبد الفتاح السيسي رئيسا لهم وهم يرون فيه رجل المرحلة وعلى يديه يتوقون إلى غد مشرق لأم الدنيا لأن تصبح «قد الدنيا» تنهض من كبوتها وتنهض بشعبها إلى فضاء رحب من الحرية والعدالة الاجتماعية وعيش كريم هو غاية كل إنسان في وطنه.
التحدي كبير والطريق ليس مفروشاً بالورود إن لم يكن مفروشاً بالأشواك، لكن المطالب لا تنال بالتمني بل بالعمل لبلوغ الأهداف الكبيرة وتحقيق الآمال العريضة وجعل الأحلام تنشر شذاها على أرض الواقع ترجمة لما يحلمون به. جرت العادة في الانتخابات الرئاسية في الأنظمة العربية أن يتم إعلان حصول الرئيس الذي لا يريد أن يتزحزح عن كرسي الرئاسة على نسبة 99.9 من الأصوات وقد اعتاد الناس على سماع هذا الرقم لكن أن تتجه الجماهير إلى مراكز الاقتراع لتختار من تريده رئيسا وتتجاوز الأصوات التي اتسمت بالشفافية والنزاهة الـ90% فهذا شيء غير مسبوق وجدير بأن يحترم من الداخل والخارج.
التفاف المصريين نحو السيسي ومنحه أصواتهم إنما هو منحه ثقتهم واحترامهم وبالتالي حبهم، ومتى ما أحب الشعب قائده أعانه على النجاح وتمكن وهو تحت ظله ومعه من تحقيق الأماني. المصريون يستحقون أن يحيوا حياة أفضل مما هم فيه..
ويستحق هذا الشعب بما له من تاريخ طويل مشرف أن يبقى كذلك، وجدير بالأيام أن تزيل عنه الغبار الذي أخفى معالم جميلة عن وجه كان مشرقاً ويمحو ما أثر عليه بفعل عوامل لم يكن له دخل فيها، ويعود هذا البلد العظيم بما يملك من مقومات العظمة والريادة يقود ولا يقاد. في الأزمات وعند الشدائد تتضح المعادن ويظهر الرجال، والإمارات بما حباها الله من قيادة ورجال معادنهم أصيلة وجذورهم ممتدة ووقفتهم على الدوام مع الأشقاء أينما كانوا هي وقفة رجال تتعاظم ولا تصغر، مثل هذه الوقفة هي أكثر ما تحتاجه مصر وهي تنهض.