كتاب 11
شعب عجيب
خرج الشعب المصرى فى ثورتى يناير ويونيو الى الميادين فى كل المحافظات مطالباً بأن يكون له دور فعال على الساحة السياسية فى مصر , وثار الشباب من أجل أن ينعم بالحرية والديمقراطية مثله مثل باقى الدول المتقدمة , وإرتفع سقف مطالبه من حلم الحصول على العيش والحرية والعدالة الإجتماعية الى تغيير أنظمة الحكم بذاتها حتى توالى على كرسى الحكم فى مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 المجيدة وحتى مايو2014 ثلاثة رؤساء إثنان منهما يجلسون وراء القضبان وهم ” مبارك , ومرسى ” فى إنتظار تنفيذ القصاص منهما لما إرتكباه من جرائم فى حق الشعب المصرى خلال فترة حكمهما , والثالث رئيساً مؤقتاً هو ” المستشار عدلى منصور ” الذى تولى مسؤلية رئاسة الجمهورية لفترة مؤقتة حتى إنتخاب رئيس جديد لمصر الذى سيكون رابع رئيساً لمصر خلال ثلاثة سنوات ونصف السنة من قيام ثورة يناير .
ومرت شهور والجميع يتحدث عن من هو رئيس مصر القادم , وتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية عدد من الشخصيات منها المعروف ومنها المغمور , وجميعهم يتقمص شخصية رئيس مصر القادم , وأصبحنا يومياً نسمع فى الصحف ووسائل الإعلام المصرية حواراتهم وتصريحاتهم , وأمنياتهم وأحلامهم , وكيف سيحققون أحلام الشعب المصرى إذا ماتم إختيار أحدهم لهذا المنصب العظيم , ولكن بمرور الوقت إنسحب كل المتقدمين للترشح لرئاسة الجمهورية من الخوض فى السباق الرئاسى ولم يتبقى على الساحة سوى إثنان فقط هما ” الأستاذ حمدين صباحى, والمشير عبد الفتاح السيسى ” .
ورغم أنهما لم يقدما لشعبهما أية برامج إنتخابية واضحة كما هو معروف والمعتاد فى كل الإنتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية , إلا أن كل منهما إستطاع إستقطاب عدداً من المؤيدين والتابعين له , وإعتمدا فى حملتهما الإنتخابية على أن تلك الإنتخابات تختلف عن أى إنتخابات أخرى مرت بها مصر وذلك لصعوبة المرحلة التى تمر بها والتى تعتبر إستثنائية .
وتحرك كل طرف منهما وكله ثقة فى الفوز بحكم مصر , رغم أنه لم يقدم لشعبه أى ضمانات أو وعود تحقق له أحلامه التى قامت من أجلها الثورة , حتى حانت ساعة الصفر وبدأت العملية الإنتخابية فى يوم 26 مايو 2014 وإصطدمت أحلام مرشحا الرئاسة “الاستاذ حمدين والمشير السيسى ” بحالة البرود واللامبالاه الشعبية التى أصابت المصريين وجعلت نسبة مشاركتهم فى الإنتخابات الرئاسية بالضعف الذى جعل اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية تمد يوماً ثالثاً لإعطاء فرصة أكبر للمواطنين للإدلاء بأصواتهم والمشاركة فى الإنتخابات مع إصدار قراراً بتغريم من لم يشارك فى الإدلاء بصوته فى الإنتخابات بغرامة تقدر بنحو 500 جنية كنوع من الضغط عليهم وتحفيزهم على المشاركة ورغم كل ذلك فتشير النسب الأولية للمشاركة الشعبية فى الإنتخابات أنها لم تزيد عن 37% من إجمالى حجم الأصوات .
تُرى ماهو سبب عزوف المواطنين على المشاركة فى الإنتخابات الرئاسية ؟؟ سؤال يطرح نفسه ويبحث عن إجابة ,,, ألم يكن هذا هو مطلب الشعب المصرى ؟؟ وهذا هو ماخرج لأجله الى الميادين ؟؟ ألم يكن حلمه أن يكون لصوته صدى وبه يرسم خريطة جديدة لبلاده ؟؟ فلماذا هذا الصمت ؟؟؟