آراء حرة
عبدالله زيدان يكتب: مصر ترفض اختيار رئيسها
عدم الاقبال الشعبي على التصويت في الانتخابات لاختيار الرئيس القادم لمصر يحمل أكثر من دلالة ومعنى في هذا التوقيت العصيب الذي تمر به مصر . ومن هذه الدلالات ان الشعب المصري أراد أولا ان يذل رئيسه القادم بأن جعله يستجدي صوت المواطن المصري ليمنحته صكا بدخول قصر الاتحادية والجلوس على كرسي الحكم، في اشارة من المواطن البسيط الى هذا الرئيس انه لم يأت الى الحكم بجهده او ببرنامجه او بحملته وحاشيته وانما جاء بصوت من الشعب، وكما أعزه الشعب بهذا الصوت، فإنه قادر على أن يذله ويسحبه منه ايضا وقتما يشاء اذا ما احس الحاكم انه ملك او فرعون فوق رءوس شعبه.
والدلالة الثانية لعدم الاقبال ان الشعب أصابه تعب شديد من كثرة النزول فمنذ أحداث 25 يناير والشعب يكاد يكون نزوله للشارع اصبح أمرا حتميا عليه ، ولم تكن الايام التي تلت 25 يناير وحتى 11 فبراير بأسهل من يومي 26 و27 مايو الجاري؛ فايام يناير وفبراير كان الخارجون فيها يواجهون بردا شديدا وقوات تحمل اسلحة وحديدا، واضافة الى ذلك ان الشعب واجه من 30/6/2013 رئيسا حمل كل صفات الغباء السياسي وعدم الانتماء لوطنه وارهق شعبه بكثرة الخروج عليه حتى عزله في 30/6 2014 .
اما ايامنا هذه فالمواجهة فقط مع الحر فقط ورغم ذلك فالشعب لم ينزل ليقول كلمته في اختيار رئيسه وفي هذا ايحاء من الشعب لرئيسه القادم انه تعب وربما يكون حكمه وقيادته اصبح سهلا وايضا ان هذا الشعب مل من حكامه وكرههم سواء المخلوع او المعزول او المنتظر. والدلالة الثالثة التي يحملها عدم اقبال الشعب على التصويت ان الغباء مازال مستمرا في فكر بعض من يتولون التخطيط في مصر فهم يتخبطون بين منح الاجازة ومد التصويت ساعة ويوما وما بين حرمانهم لـ9 ملايين وافد من عدم التصويت وبلا شك هذه الكتلة التصويتية كبيرة وتؤثر حتما في مسار الرئيس القادم. وفي النهاية اقول للرئيس القادم انك لم تأت لحكم مصر بسهولة ، ولكن عزلك سيكون سهلا ميسورا .. فاحذر من غضب هذا الشعب وكن خادما له يجعلك حاكمه .. ولكن اذا تخيلت انك ملكت البلاد والعباد فمصيرك معروف .. والله يوفقك ايها الرئيس القادم .