عرب وعالم

03:26 مساءً EEST

حسان النوري: الأزمة السورية بدأت بمطالب شعبية مشروعة

أكد مرشح الانتخابات الرئاسية السورية حسان النوري أن الأزمة في بلاده بدأت بمطالب محقة للمواطنين سببها سوء أداء الحكومة الاقتصادي و”احتكار الثروة” في أيدي مجموعة صغيرة، مشيرا إلى أن برنامجه يركّز على الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد.

وقال النوري “نعم الأزمة حرب كونية ومؤامرة خارجية لكنها لم تكن كذلك في بدايتها.. كانت تعبيرا عن حقوق مواطنين وخرج الشعب للمطالبة بها، وعلينا ألا ننسى هذا الموضوع”. وعمّا إذا كانت السلطات أساءت التعامل مع الأزمة في بدايتها، أجاب النوري “بالطبع، كان يمكن تفادي الكثير”. وأضاف النوري “كنت أتمنى من الرئيس الحالي أن يزور درعا على سبيل المثال وأن ينظّم لقاءات وفعاليات فيها لا في القصر الرئاسي”، مضيفا “لكن اليوم هناك مؤامرة كونية يجب أخذها بالاعتبار”، مشيرا الى أن “ما جاء في بداية 2012 (في إشارة إلى تسلح المعارضة) أعطاني الانطباع بأنهم كانوا ينتظرون الفرصة للانقضاض على سورية”. وقال النوري الذي شغل منصب وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية بين سنتي 2000 و2002 إن “الحكومة الأخيرة قبل الأزمة لوّنت اقتصادا غريبا لم يعد مفهوما.. أصبحت ثروة الوطن محتكرة بيد مائة عائلة”، موضحا أن هذه العائلات “ليست بالضرورة مقربة من القيادة السياسية لكن آلية تطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي كانت تتم عبر معايير مزاجية ومشخصنة”، حسب تعبيره. وتطرّق النوري إلى أسباب أخرى للأزمة مرتبطة بـ”الترهّل الإداري”، معتبرا أن “الأسد تمكّن من النجاح في الملف السياسي ولكن لا يمكن أن أوافقه الرأي حول الأداء الاقتصادي والاجتماعي والإداري”. ورأى النوري أنه “لا يوجد مبرر لهذا الأداء الاقتصادي غير الإيجابي ولهذا الترهّل الإداري الذي انعكس سلبا على الواقع الاجتماعي وأدى بشكل غير مباشر إلى تشكل الأزمة”. وانتقد النوري الحكومة لأنها “لم تختر قيادتها الإدارية من محافظين وغيرهم بشكل صحيح حتى تتفهم احتياجات المواطن وآلية التعامل مع متطلباته، وهذا كان سبب الأزمة الحالية”. ودعا النوري إلى وضع “آليات اقتصادية حقيقية” تؤسس لتشاركية اقتصادية نديّة بين القطاعين العام والخاص تعتمد على آلية “الاقتصاد الحر الذكي” الذي يحول دون الاحتكار والتضخم. واعتبر النوري أن البلاد “تحتاج إلى ثورة حقيقية بمعنى التغيير للمنظومة الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “الحل السياسي وحده لا يكفي”. وأكد النوري أن الانتخابات القادمة “مؤشر لتغيير حقيقي”، قائلا “من سينتصر في هذه الانتخابات لن يستطيع أن يحكم سورية بلون واحد بعد الآن.. الرئيس القادم لن يستطيع أن يجد حلولا للأزمة السياسية بدون تعددية سياسية حقيقية لا كرتونية”. وعن الانتقادات التي تعرّض لها لترشحه ضد الرئيس الحالي، قال النوري “المشكلة ليست في الترشح إنما في المجتمع، إن الثقافة المجتمعية لتصديق هذا البعد الديموقراطي ما زالت ضعيفة”، مشيرا إلى أن المقترعين “ما زالوا خائفين من التصويت لشخص آخر غير الأسد، لا يعرفون أن آلية الانتخابات لن تسمح لأحد أن يعرف من انتخب”. وأضاف النوري “أنا شخص حقيقي وترشحي حقيقي قد أربح أو أخسر، هذا أمر طبيعي بالانتخابات.. لا أحد من المعارضة تجرأ على الترشح لكنني تجرأت”. ومن المقرر أن تجري الانتخابات في الثالث من يونيو وهي أول “انتخابات رئاسية تعددية” في سورية بموجب الدستور الذي أقر بعد بدء الأزمة. ويرأس النوري “المبادرة الوطنية للإرادة والتغيير”، وهو تشكيل من المعارضة السورية في الداخل.

التعليقات