كتاب 11
السيسي والمؤامرة على ماسبيرو!
الخلايا الإخوانية والطابور الخامس صوروا للعاملين في ماسبيرو أن السيسي ضدهم وسوف يعزلهم رغم انه لم يكن يقصد هذا على الإطلاق في حواره التليفزيوني,أنا شخصيا سبق وكتبت كثيرا عن مبنى الإذاعة والتليفزيون وقلت إنه ليس مجرد مبنى من الطوب والرمل والاسمنت بل هو قلعة الإعلام الذي تُبث منه أقدم إذاعة في المنطقة وثاني أقدم إذاعة في العالم وكذلك أول تليفزيون في المنطقة وعمالقة هذا المبني انشأوا معظم القنوات الإذاعية والتليفزيونية في العالم العربي والإسلامي وأفريقيا
وطالبت الدولة بالحفاظ على هذا المبنى العريق والاهتمام به حتى يظل مدافعا عن الدولة الوطنية المصرية في كل الأوقات وعلى مر العصور ومع اختلاف الأنظمة الحاكمة,ولكني في الفترة الأخيرة لاحظت أن معظم شباب التليفزيون المصري المتميزين استقطبتهم الفضائيات الخاصة وكأن ماسبيرو أصبح طاردا للكفاءات وبالتالي نجد أن القنوات الخاصة تتقدم بأبناء ماسبيرو وتستحوذ على اهتمام المشاهدين والمعلنين بينما ماسبيرو يتراجع وهذا أمر خطير جدا
رغم أنني سبق وأشدت بدور القنوات المصرية الخاصة في إزالة حكم الإخوان وكذلك في حرب الدولة على الارهاب وأنها بالفعل أغنت المشاهد المصري عن متابعة قناة الجزيرة المشبوهة
ورغم أنني أشجع المنافسة بين الإعلام الخاص والرسمي كي تستفيد البلد ولكن لا يجب أن تكون هذه المنافسة على حساب ماسبيرو وبأبنائه؟أستطيع الآن أن اذكر أكثر من 100 إعلامي من نجوم الفضائيات الخاصة من ابناء ماسبيرو ومازالوا على قوته ويحصلون منه على أجازات وهم بالتالى يرتكبون جريمتين في حق البلد لأنها لا تستفيد منهم وأيضا يحجزون وظائف في الجهاز الإداري فلا تستطيع الدولة تعيين بدلا منهم من آلاف الشباب العاطل,ومعظم من يحصلون على أجازات تكون بالتحايل على القانون وذلك من خلال تقديم شهادات مرضية لرعاية الوالد او الوالدة وفجأة نجده على شاشة الفضائية الخاصة وكأن عمله في تليفزيون الدولة يمنعه من رعاية والديه أما القناة الخاصة توفر لهما هذه الرعاية,أتصور انه على المسئولين في ماسبيرو أن يُجبروا هؤلاء إما بالعودة لشاشة التليفزيون المصري حتى يرتقي ويجذب المشاهدين والمعلنين او بالاستقالة وتعيين بدلا منهم من الشباب الموهوب والمتميز العاطل عن العمل,ظني أنها مؤامرة على الإعلام الرسمي فهناك رجل أعمال يسعى لإنشاء ماسبيرو موازي بل ويحاول منافسته في حقوقه الحصرية وسوف يكتمل مشروعه بإنشاء إذاعة خاصة
بعد أن كانت الدولة تمتلك حصريا الاذاعة الرسمية الناطقة باسمها والتي تستطيع من خلالها توصيل رسالتها للمواطن,الله اعلم مع وجود إذاعات خاصة لا اعرف كيف سيكون الحال في المستقبل خاصة وان أمامي تجربة مريرة في الحرب الأهلية في لبنان ساهمت فيها الإذاعات الخاصة بشكل كبير من خلال إذاعات الميلشيات والأحزاب هناك,حتى من يسعون للحصول على موافقة لإنشاء إذاعة خاصة قبل إطلاقها يستقطبون شباب الإذاعة المتميز. وإفشال تجربة راديو مصر الناجحة هي المؤامرة لتجريف ماسبيرو ليست من المشير عبدالفتاح السيسي.أتمنى أن يعيها سواء المسئولون في الإعلام الرسمي او الأجهزة الأمنية في البلد. ألا هل بلغت..اللهم فاشهد.
egypt1967@yahoo.com
مذيع بإذاعة الشرق الأوسط