كتاب 11
نار سوريا بين كيم وأنجلينا
حتى نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كيم كاردشيان أدلت بدلوها في البئر السورية.
فقد أثارت النجمة المثيرة تعليقات هائجة، بعدما دعت لترويج «هاشتاغ» على موقع «تويتر» يطلب «إنقاذ» مدينة كسب الحدودية السورية التي سيطرت عليها المعارضة السورية قبل فترة. وطبعا تفاعل مع كلام النجمة المثيرة الثائرة كل أنصار نظام الأسد وجماعة ملالي طهران، ويا للعجب أن تأتي النصرة من كيم بنت كاردشيان.
على كل حال، مناصرة مشاهير هوليوود لقضية ما في العالم غير جديدة، وليست مضرة ولا نافعة بإطلاق، تنفع حينما تكون المناصرة لصالح قضيتك وتضر حينما تكون ضدك.. هكذا باختصار ووضوح بعيدا عن الكلام المثالي. ويبدو أن بعض الدول والمنظمات تعرف أهمية النجم، الهوليوودي خصوصا، فيكون «الشغل» على كيفية كسب مواقفهم الدعائية.
ثمة مواقف تحظى بأهمية خاصة، كون النجم المتبني لها معروفا بمثابرته على القضية وحسن إدراكه لها، أو بمصداقية موقفه الإنساني منها، يمثل النموذج الأخير الممثلة الهوليوودية الشهيرة أنجلينا جولي.
على ذكر أنجلينا، فقد علقت على مواقف كيم كاردشيان هذه، واصفة كيم بـ«الغبية المثيرة» ونقل موقع «كلوز» الأميركي، عن أنجلينا جولي تذمرها من تعبير كيم عن موقفها من أزمة سوريا، وقالت: «عليها الاكتفاء بتلفزيون الواقع».
مأساة سوريا فاقت كل توقع، مرغت ضمير العالم، ونزعت الغطاء عن المثل المدعاة، واستدعت كل نوازع الشر، وكان من دمامل هذا المرض، «داعش» من جهة، وكتائب «أبو الفضل العباس»، شريكة «داعش» في الهمجية، من جهة أخرى.
حتى الأرمنية المهاجرون جدودها إلى أميركا، كيم كاردشيان، تذكرت أرمنيتها، وهي في غمرة عروضها المثيرة في أميركا، لندرك فعلا أي أوتار عزف عليها عازف الموت وثارات التاريخ في سوريا.
روسيا بوتين، وإيران خامنئي، هما راعيا بشار، هذا واضح، لكن ماذا عن أميركا أوباما التي تدعي وقوفها مع ثورة الشعب السوري؟ إذا كانت هذه هي النصرة فكيف تكون العداوة؟ ليس إلا الخذلان الظاهر من قبل حتى أن تطفح «داعش» و«النصرة» على وجه الماء السوري.
في الاجتماع الأخير بين وزيري خارجية أميركا جون كيري، وفرنسا لوران فابيوس، قال فابيوس وهو يلوم الأميركان، إنه «يشعر بالندم لعدم موافقة واشنطن ولندن على توجيه ضربات عسكرية لنظام الأسد».
أمس تعهد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمام وزراء الدفاع الخليجيين في جدة بتقديم مساعدات للمعارضة السورية، على أن تكون موجهة «بعناية» للمعارضة المعتدلة.
هل فات أوان الحل العسكري الحاسم بعدما كان أقرب من حبل الوريد ببداية الأزمة؟
لا ندري.. لكن ندري أنه في هذه الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات قتل أكثر من 150 ألف إنسان وشرد نحو تسعة ملايين سوري، ومات فيها تحت التعذيب بسجون بشار نحو 850 شخصا، بينهم أطفال.
إنها «الحرب الأكبر والأزمة الإنسانية الأعمق لهذا العقد»، كما قال جيريمي بارنيكل، رئيس قسم التنمية والتواصل في منظمة «Mercy Corps» لتقديم المساعدات، بعد زيارته معسكرا للاجئين السوريين في لبنان.