كتاب 11
البحرين والولاء الخارجي
شهدتُ في المنامة تكريم رواد الصحافة البحرينية، وتابعت مؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي أطلق «إعلان البحرين»، وشاركت في حلقة عن دور الإعلام في المجتمع، والقيود عليه وكيف يمكن أن يؤدي خدمة أفضل للوطن والمواطن.
رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان أكد أن حرية الرأي والتعبير يصونها الدستور، وأشار إلى أن تأثير الكلمة يتجاوز الحدود، والأخ مؤنس المردي، رئيس تحرير «البلاد» ورئيس جمعية الصحافيين البحرينية، شكر رئيس الوزراء على دعمه الصحافة المحلية وتحدث عن تطوير العمل الصحافي لمواجهة التحديات محلياً وخارجياً. كذلك شكر الأخ أنور عبدالرحمن، رئيس تحرير «أخبار الخليج»، رئيس الوزراء باسم الصحافيين المكرمين، وقال إن الصحافة البحرينية تقدمت كثيراً في العقود الأربعة الماضية ورجا لها مزيداً من التقدم والحرية.
رئيس الوزراء وقف على قدميه ساعتين وهو يقدم هدايا تذكارية إلى الصحافيين المكرمين ثم الحديث مع بعض الضيوف. وفي حين قدّرتُ جهد الجميع فإنني على سبيل الموضوعية أقول «الحلو ما يكملش»، فالأمير خليفة بن سلمان كرَّم 124 من رواد الصحافة، وأحصيتُ بينهم عشر إناث فقط، بعضهن ناب عن والد راحل، فتكون نسبة النساء في العمل الصحافي في البحرين أقل من عشرة في المئة، وربما خمسة في المئة، وهذا لا يجوز في بلد ديموقراطي يتمتع المواطن فيه بحريات واسعة. أرجو أن ترتفع نسبة العاملات في صحافة البحرين إلى النصف في يوم قريب، وأنا واثق من أن الزيادة ستفيد الصحافة المحلية والوطن كله عندما تتحقق.
في الحلقة التالية عن الصحافة في البحرين التي أدارها الأخ مؤنس المردي، وشاركتُ فيها، دار جدل موضوعه منع صحافيين أجانب من دخول البحرين، وقال بعض المشاركين إن المنع يضر بسمعة البحرين، ويجعل الصحافي الممنوع من الدخول يركّب قصصاً عن البحرين لا تستند إلى الواقع. الكل قال إن مساحة الحرية للصحافة في البحرين يمكن زيادتها، وأن حل مشاكل البحرين لن يتم إلا بالحوار، فلا مجال لغالب ومغلوب، وما يعيق الحل أن وضع البحرين مرتبط بالأوضاع في الخليج كله، وحل مشاكله يتطلب علاقات أفضل بين دول المنطقة.
حوار الحضارات والثقافات الذي تزامن مع تكريم الصحافيين كان أميناً لاسمه ودعا أيضاً إلى الحوار، و «إعلان البحرين» الصادر عنه شدد على نشر ثقافة العيش المشترك والاحترام والتسامح، وقال إن «الحوار هو القاعدة والأداة والرافعة التي تحمل مسؤولية ترسيخ الوحدة الإنسانية»، كما دعا إلى نبذ الكراهية والاستغلال السياسي للأديان.
رئيس الوزراء، في حديثي القصير معه، تحدث عن الحوار مخرجاً وحيداً للمشاكل في البحرين، وكانت لي جلسة (تقليدية) مع الصديق الشيخ محمد بن مبارك، نائب رئيس الوزراء، في مكتبه، وهو تحدث عن ضرورة الحوار قبل أن أسأله، وراجعت معه بعض جهود الحوار منذ 2011 التي انتهت من دون نتيجة.
لست متفائلاً كثيراً، والتكريم والمؤتمر تزامنا مع خبر في جريدة «الوسط» عنوانه «شخصيات وطنية تسلم بيت الأمم المتحدة رسالة إلى بان كي مون رفضاً للاضطهاد الديني».
عندي ملاحظات:
– شخصيات وطنية تعني هنا شخصيات شيعية، وبما أنني لا أعرفها فهي حتماً ليست متهمة عندي. المتهم هو قيادات بعض الجمعيات الشيعية ذات الولاء لإيران وليس لأعضاء هذه الجمعيات المخدوعين بالكلام الزائف.
– الرسالة تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل لوقف الاضطهاد الديني في البلاد. أقول لا اضطهاد دينياً في البحرين، وإنما مطالب محقة للمواطنين الشيعة وخيانة من بعض قيادات الشيعة، بعضها لا كلها. وأزيد أن الحل بأيدي مواطني البحرين لا الأمم المتحدة أو أميركا أو إيران.
– الرسالة تتحدث عن سقوط ضحايا، ولكن لا تقول إن القيادات ذات الولاء الإيراني حرّضت مواطنين مغرراً بهم على المغامرة بأرواحهم بتحدي قوات الأمن وإلقاء القنابل «المحرقة» وأحياناً القيام بتفجيرات تستهدف الأبرياء.
الاضطهاد هو ما تمارس قيادات خائنة تضحي بأعضاء الجمعيات الشيعية لخدمة مصالح إيرانية. فلو أن هذه القيادات قبلت ما عرض ولي العهد الأمير سلمان بن حمد في 2011 لكانت حصلت على أكثر من نصف مطالبها، ولكانت في وضع اليوم للمطالبة بالمزيد. هذه هي الحقيقة في البحرين ولا حقيقة غيرها.