مصر الكبرى
سيادة سوريا
لايخفي على الجميع أن هناك استنزافا لقدرات الجيش ومجهوداته في المعركة الدائرة ضد الارهاب في سيناء فكيف سينضاف إليه عبئا آخر بجره إلى حرب خارج الحدود المصرية ألا يعد هذا تدخلا في شأن غير مصري لدولة ذات سيادة مستقلة تستطيع أن تحدد مصيرها بنفسها مثل سوريا
وعليها أن تدفع ثمن اختياراتها مثلما تحملت مصر حكومة وشعبا تبعات التحول الديمقراطي الذي قامت من أجله ثورة يناير وغيرها من الأهداف التي تطلع إليها من نظموا لها حتي وإن كانت بلا قائد! لكن هل يعني هذا إمكانية قيام الجيش بدور في سوريا لو كانت سيناء بلا مشاكل ولم ينهك فيها فلا مبرر حينئذ لتقاعسه عن التدخل العسكري ؟!..ولايخفي على أحد مدي الضيق الذي نشعر به والامتعاض من جراء التخبط الذي يمارسه مستشاريو الرئاسة والمتحدث الرسمي أو "النافي الرسمي" لكونه قد تخصص في نفي كل تصريح عقب صدوره من هؤلاء المستشارين المذبذبين فما يعلنونه من قرارات سرعان مانجده يعلن عكسه كما لو كانت لعبة يتلذذون بها على حساب الانهاك العصبي لمتلقفي هذه التصريحات وعكسها بحيث غاب الصدق من الصورة تماما وحل محله الشك والريبة في كل قرار يعلن او يتخذ فنجدنا في الانتظار حتي يحين وقت الاعلان عن بطلانه وحتي في أمر يمس الاستراتيجية العسكرية التي لادراية للقائمين على الحكم الآن بها ومما تمثله من تعبئة عامة ووضع الخطط الحربية التكتيكية ودراسة الاستراتيجية التي ينبغي اتباعها التي تسبق اتخاذ قرار مصيري مثل الحرب وخصوصا لو كان على دولة عربية ربطتنا بها وحدة عربية لسنوات مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتاريخ مشترك كيف نهدم هذا التاريخ بقرار عشوائي متخبط غير مسئول ولا مقدر للعواقب وبدلا من ان تقف مصر كطرف يسعي لايجاد الحلول الدبلوماسية ولعب الدور الذي اعتادته في المنطقة كأكبر دولة عربية في الشرق الاوسط تصدرت مركزا رياديا على مدي اعوام واعوام كيف نجد انفسنا وقد زللنا إلى مناصرة البلاد التي تريد لسوريا السقوط في الهاوية بدلا من نجدتها بخيارات سياسية بمقدورها وقف شلالات الدم والعنف الدائر هناك بدلامن ان تريق قواتنا بصدامها مع اخواننا السوريين حتي وان كانوا جيشها مزيدا من الدماء والدمار حتي تتحول الى لقمة سائغة للمتربصين ويريق الدم العربي دماء عربية أخري وندخل في دائرة الافناء الذاتي لبعضنا البعض ..ماهذا الكابوس الذي استيقظنا عليه ومتي سينتهي ونلتفت إلى إنقاذ أنفسنا من الهوة العميقة التي وجدنا أنفسنا فيها بعد الثورة والتردي المعاش على كافة الاصعدة يكفينا مالدينا من معضلات نحن كفيلون بايجاد الحلول لها لو اهتمت مؤسسة الرئاسة بوضعها نصب أعينها من باب مايريده البيت يحرم على الجامع ولاينبغي ان يكون خيرنا لغيرنا ثم نعود ونستجدي ونمد أيدينا للمعونات التي تصحب معها المشروطيات المستعبدة لنا والمتحكمة في مصائرنا وقراراتنا فمن لا يجد قوت يومه لايملك قراره وحريته ومصيره ويصبح تابعا لاحول له ولا قوة وهذه مصر القوية التي ينبغي ان تظل كالعهد بها لايغيرها أشخاص ويحيدون بها عن الطريق الصحيح فيجمحون فنهلك ويهلكون وإن كانوا غير أكفاء فليذهبوا إلى الجحيم ويتركون الدفة للأصلح قيادة وفكرا ورؤية حتي تنقذ مصر مما يحاك لها هنا وهنااااااك.فلسنا فئران تجارب لهؤلاء الضعاف المهترئون الذين يتعلمون كيف يكون حكم البلاد بضآلة قدراتهم على إحتواء أبسط المشاكل فيقعون في حيص بيص ويغرقوننا معهم ندعو لمصر بالنجاة من شر القادم الغامض المخيف !