الحراك السياسي
الإرهابيون يحيون ذكرى مقتل بن لادن بتنفيذ أربعة تفجيرات
في مثل هذا اليوم 2 مايو عام 2011، كان المشهد فى مدينة أبوت أباد، الواقعة على بعد 120 كيلومترا من عاصمة باكستان إسلام أباد، وتحديدا في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم، عبارة عن أصوات إطلاق رصاص، تتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الأباتشي الأمريكية، ودوي انفجارات تهز المكان.. ينتهي الأمر بعد 40 دقيقة، حينما يخرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ليعلن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة، تدعى “السيلز”، على المجمع السكني الذي كان يقيم به زعيم تنظيم القاعدة، مع زوجاته وأنصاره.
وبعد مرور عامين على الواقعة، قرر أنصار زعيم القاعدة المغتال في مصر، إحياء ذكرى سقوط بن لادن، بالتزامن مع قرب بدء الانتخابات الرئاسية، بتفجيرات فى مدينة الطور بجنوب سيناء، ومدينة مصر الجديدة بالقاهرة، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص منهم انتحاريين ورجلي شرطة، وإصابة 12 آخرين، بحسب تقرير وزارة الصحة.
ولم ينته اليوم، بهذه الحصيلة، إذ قرر الإرهابيون استكمال احتفالهم بذكرى وفاة زعيمهم، على طريقتهم الخاصة، فوقع الانفجار الرابع بالقرب من محطة مترو أحمد عرابى، مساء اليوم، ما أدى لاستشهاد ضابط احتياط بالجيش، بعد أن زرع إرهابيون قنبلة أسفل سيارته، وتفجيرها عن طريق الهاتف المحمول.
“ربما كانت صدفة، أن يقوم الإرهابيون بهذه التفجيرات التي حدثت اليوم، في ذكرى تصفية زعيم القاعدة وأبوهم الروحي أسامة بن لادن”.. بهذه الجملة، علق اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، على العمليات الإرهابية، التي شهدتها مصر اليوم.
وأضاف مسلم أن “الفائدة من هذه العمليات ليس إحياء ذكرى بن لادن، بقدر ما هي محاولة لإثارة الفوضى والذعر، وضرب الاستقرار، وإرهاق الدولة المصرية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ولكن تبقى تصريحات قيادات الإخوان، الذين أحيوا ذكرى وفاة بن لادن، واعتبروه زعيم المجاهدين، لتثير الشكوك حول علاقة هذه الذكرى بأحداث اليوم التي شهدتها مصر، ومدى إمكانية أن يكون أنصار تنظيم القاعدة في مصر، وهم معروفين، قررو الاحتفال بطريقتهم الخاصة”.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن “هذه العمليات من الممكن أن تحدث فى أي يوم، فقط عندما تتهيأ لهم الفرصة لفعل ذلك”، مطالبا أن تكون أجهزة الأمن أكثر يقظة، لتفوت على الإرهابيين القيام بمثل هذه العمليات، في الفترة المقبلة.