كتاب 11
نظرية الامن القومي المصري –هل تغيرت؟
ظلت نظرية الامن القومي المصري ترتكز منذ عقود وقرون علي ثوابت فرضتها ظروف المكان وحركة التاريخ والاحداث الكبري التي لعبت دورا في تغيير وصقل هذه النظرية للامن القومي علي مدار التاريخ ووفقا لمتغيرات كل عصر وسماته الحاله التي ساهمت بشكل قسري في ظهور خطر جديد يهدد الكيان العام للدولة المصرية سواء حروب او ثورات او احداث مرتبطة باالدوائر الجيوسياسية حول مصر او بزوغ او خفوت دول عظمي او تبدل المخاطر المحدقة بالدولة المصرية.في اي من هذه الدوائر سواء في محيطها العربي او الشرق اوسطي او الافريقي ثم العالمي .
الاخطار القادمة دوما من الشمال الشرقي لمصر كمعبر تاريخي ازلي لاي غزو علي مصركانت الثغرة الامنية التاريخية علي الامن القومي المصري ويوازيها او بالاحري يسبقها ثغرة حقيقية قادمة من الجنوب حيث منبع النيل واهب الحياة وواهب مصر اذن كان المصري ينظر الي امنه القومي طوال سبعة الاف عام باختصار في خوف دائم من الغزو الاجنبي من ناحية سيناء وخوف اخر من المجاعة حال تاثر انسياب النيل من الجنوب لذا حافظت مصر طوال تاريخها بجيش قوي يواجه هذين الخطرين المحدقين.
والامن القومي المصري في نظريتة الكلاسيكية يرتبط بمحيطها العربي وهي في القلب منه ويلعب مثلث القوي العربي في مصر والعراق وسوريا دور الموازن للمنظومة العربية ’ويرتبط كذلك بمحيطها الاقليمي وهي في القلب منه ايضاو حيث يلعب مثلث مصر وتركيا وايران دو القوي المهيمنة علي الاقليم تاريخيا وجغرافيا وسياسيا وبمحيطها العالمي حيث تلعب مصر دور مركز العالم جغرافيا وتجاريا لذلك فان الامن القومي سواء العربي او الاقليمي او العالمي يرتبط بامن مصر واستقرارها –ونتذكر طوال الثمانية عشر يوما حيث احداث الثورة المصرية انشغلت كل وسائل اعلام العالم طوال الاربع والعشرين ساعة باخبار مصر –مصر فقط عن اي شئ أخر-.
هذه نظرة تاسيسية عامة يمكن ان نبني عليها اشياء بمنطق الاستدلال والاستقراء لما يمكن ان يجد من مخاطر وتحديات وجودية علي الدولة المصرية التي ظللت متماسكة طوال سبعة الاف عام !ومع عصر المعلومات العابرة للقارات ونضوج واتضاح تاثيرات العولمة الفتاكة التي فرضت وجودها علي نظرية الامن القمومي المصري يتضح انه قد ظهر نوع جديد من الاخطار غير التقليدية ترتبط علي المعلومات ووسائل الاعلام التي تؤدي الي التفكيك الذاتي او التحلل الداخلي –مصر التي وصفت في دوائر السياسة الداخلية الامريكية (بالصخرة )واجهت مخطط التفتيت هذا وكادت ان تدفع الثمن لولا هبة هذا الشعب الذي استجمع في لحظه واحدة ميراث سبعة اللآف عام فانتفض في ثورة تصويبية ثانية وها هو يقف علي قدمية دون تاثير يذكر –ان اي دولة عادية لايمكن ان تتحمل ثورتين متتايتين وثلاثة ثورات ربما كما فعلت مصر!-
هناك مخاطر جديدة غير تقليدية ظهرت مع بزوغ رياح الربيع العربي سواء الخطر الجديد العولمي او الخطر الجديد من ناحية الغرب او الخطر المحدق المتجسد في سد النهضة الاثيوبي او تحلل سوريا واطماع المد الشيعي الايراني وتاثيرة علي امن الخليج .وانني ادعو كل مخططي الاستراتيجية وعلماء الامة الي دراسة هذهالمستجدات التي تجمعت فجاة لاضافة هذا النوع الجديد من المخاطر وصياغة نظرية جديدة للامن القومي المصري تراعي هذة المستجدات الحاله علي امن مصر القومي .